البيت والأسرةتربية وقضايا

هكذا تخلص طفلك من السلوك العدواني

يشكو العديد من الأمهات من تعمّد أبنائهم للأذى والتكسير في مختلف أنحاء المنزل، وتظهر عليهم السلوك العدواني بأشكال مختلفة، بما فيها العدوانية، ونوبات الغضب، والتحدي، إلى جانب تعمّد الإضرار بالممتلكات سواء كان الأمر يتعلق بتكسير الألعاب، أو تمزيق القصص، أو حتى تخريب الممتلكات الخاصة .

في المراحل الأولى لنمو الطفل ويكون هذا السلوك طبيعياً، ولكن خروجه عن السيطرة وتحوله إلى رغبة في التدمير قد يكون مؤشراً لمشكلة تستدعي تدخّل الوالدين بل واستعانتهما بمتخصصين في بعض الأحيان.

وحسب المستشاريين النفسيين والتربويين، تعد معالجة السلوك المدمر لدى الأطفال مهمة معقدة ومتعددة الأوجه تتطلب فهمًا عميقًا للأسباب الكامنة وإستراتيجيات فعالة للتدخل.

التمييز بين السلوك الطبيعي والمقلق

ويجب التمييز بين السلوك الطبيعي والسلوك العدواني أمرًا أساسيًا للآباء في تحديد متى يكون التدخل ضروريًا، في حين يمكن توقع درجة معينة من السلوك المدمر خلال مراحل معينة من النمو، مثل مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة.

ويؤكد المستشاريين النفسيين والتربويين، أن الوقوف على الأسباب الكامنة وراء الرغبة في التدمير أمر ضروري للتدخل الفعال “ويمكن أن يعزى هذا السلوك في كثير من الأحيان إلى مجموعة من العوامل.

-ويمكن اعتبار الانفجارات العرضية وبعض الأفعال المدمرة جزءًا طبيعيًا من مراحل نمو الطفل، إلا أن السلوك المستمر والمتصاعد قد يشير إلى مشكلات أساسية أعمق تتطلب الاهتمام .

– ومن الضروري أن يتناغم الآباء مع مشاعر أطفالهم وأن يأخذوا في الاعتبار السياق الذي يحدث فيه السلوك.

– يرغب الطفل في بعض المراحل في التعبير عن استقلاليته دون أن يحسن التعبير، وقد يكون هذا السلوك ناجماً عن الحاجة إلى الاهتمام، أو لحاجة نفسية غير مشبعة من حب وتعاطف وتقدير، إلى جانب حب الاستطلاع والرغبة في التعرف على الأشياء، مما قد يدفعه إلى العبث والتخريب.

– ويجب أخد بنصيحة استشارة طبيب الأطفال ، عند عند ظهور العلامات التي تشير إلى أن السلوك أصبح مفرطًا أو ضارًا من العدوان المستمر، والانفجارات المتكررة، والتدمير المتعمد للممتلكات، وإيذاء النفس أو الآخرين.

ما هو السلوك العدواني ؟
السلوك يعني سيرة الإنسان وتصرّفه، أما العدواني : فهو منسوب إلى العدوان، والعدوان : هجوم ظالم!!

لذا نستطيع أن نقول : إن السلوك العدواني تصرف ظالم يقوم به الصغير والكبير تجاه الآخرين من ضرب أو شتم أو ما شابه ذلك.

أنماط السلوك العدواني
تظهر النزعة العدوانية لدى الأطفال في سلوك يحمل طابع الاعتداء على الآخرين كالمشاجرة، والانتقام ، والمشاكسة، والمعاندة ، والتحدي، والتلذذ بنقد الآخرين وكشف أخطائهم، وإظهارهم بمظهر الضعف أو العجز، والاتجاه نحو التعذيب والتنغيص وتعكير الجو، والتشهير وإحداث الفتن، ونوبات الغضب..ورغم أن أنماط السلوك العدواني كثيرة جدا، لكن أهم هذه الأنماط وأكثرها انتشارا:

1- المعاندة : وتتجلى لدى الطفل في رفض الطلبات والأوامر والتوجيهات من قبل أبويه وذويه، وهي أبسط مظاهر النزعات العدوانية ، وتتلاشى المعاندة بصورة طبيعية بتأثير النمو الاجتماعي.

2- المشاجرة : وتظهر بضرب الطفل لإخوته وأقرانه، أو دفعهم، أو شدهم من شعرهم، أو اغتصاب حاجاتهم ، وكثيرا ما يكون هذا الاغتصاب اغتصابا ظاهرا علنا، وقد دلت البحوث على أن الاستعداد للمشاجرة بين الذكور أقوى منه بين الإناث، ودلت أيضا على أن الاستعداد للمشاجرة يضمحل بتقدم السن.

3- الكيد والإيذاء: ويبدو ذلك واضحا في إغاظة الأطفال الآخرين والكيد لهم، وإيذائهم وتعذيبهم، وتنغيص حياتهم ، والتدخل في ألعابهم.

والطفل العدواني يوجّه دائما كيده وإيذاءه نحو النقط الحساسة عند الأطفال الذين يكيد لهم، ولذا نجد أن الطفل الذي يدأب على إغاظة طفل آخر، لا ينتقي فريسته ارتجالا، بل يختار طفلا يستجيب في كل الأحوال لأساليب التنغيص والاستفزاز التي توجه إليه.

خطورة السلوك العدواني
وجود طفل عدواني أو أكثر في الأسرة يؤثر على راحتها واطمئنانها ، ويؤدي إلى سلبيات مادية ومعنوية منها : إيذاء إخوته ، وضربهم، وشتمهم والاستيلاء على حاجاتهم ولعبهم، مما يجعلهم يسخطون عليه ، فيعبّرون عن ذلك السخط بضربه ومشاجرته ، أو يلجؤون إلى البكاء تعبيرا عن غيظهم وانزعاجهم.

بالإضافة إلى ذلك فإن الطفل العدواني يسبب أضرارا في أثاث المنزل ، كما يثير الفوضى في البيت، فيقلب الأدوات ، ويغير ترتيبها بعد أن وضعت الأم كل شيء في مكانه، ويحاول أن يتحكم فيما يجري حوله، وكأنه سيد الموقف، ويثير الشغب والضوضاء التي تقلق راحة الأسرة، وعندما يعود الوالد من عمله منهوك القوى يريد أن يستريح يجد في بيته الضجة التي لا تهدأ والتي قد تصل إلى الجيران فتزعجهم أيضا ، يتأثر به الإخوة فينقلبون إلى عدوانيين، وقد يمتد هذا التأثير إلى أولاد الجيران والأصدقاء في الحي والمدرسة..

إن هذه الظاهرة لما لها من أضرار..تحتاج إلى علاج سريع، وذلك بتعاون الأسرة والمدرسة والمجتمع لأن الطفل إذا شبّ على هذا السلوك قد يصبح في المستقبل عدوانيا يؤذي كثيرا من الناس ويؤذي نفسه.

العلاج السلوكي
بعد أن يُشخّص الطفل العدواني، ويُعرف بالعدوانية ، وتُكشف صفاته وتُحدّد الأسباب التي أدّت إلى ظهور السلوك العدواني عنده، يجب أن تتجه الأسرة إلى الاستعاضة عن صفات الطفل السلبية بصفات أخرى إيجابية ، لأن العلاج السلوكي يهدف إلى تحقيق تغيّرات في سلوك الفرد تجعل حياته وحياة المحيطين به أكثر إيجابية وفاعلية، و إزالة الأسباب التي أدت إلى العدوانية لدى الطفل هي السبيل الأول لعلاجه بالإضافة إلى سبل أخرى.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى