إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

مرحلة التحول الإنساني (مكينسانية) وما بعد الانسان والتفرد (الجزء الثالث)

علي عويض الأزوري

كتبت في الجزأين الأول والثاني من هذه السلسة عن المكينسانية التي بدأت منذ سنين طويلة وتدور فكرتها الأساسية على (خلق) نوع جديد يجمع بين البشر الروبوت. أعرف أن هذا الأمر غير مقبول دينيًّا وعقائديًّا وأخلاقيًّا في عوالمنا، لكنه موجود في عوالم أخرى تخلت عن تلك المبادئ والثوابت، وستعم العالم في القريب/ البعيد، إن لم تكن موجودة بالفعل الآن في مخازن ومستودعات في انتظار ساعة الصفر لإطلاقها، وستفرض نفسها على الجميع بطريقة ما.

في فيلم Prometheus، Alien: Covenant يتحقق بيتر ويلاند (جاي بيرس) مؤسس شركة Weyland Industries من الخصائص التشغيلية لأول ابتكار روبوتي له، الروبوت ديفيد (مايكل فاسبندر). يجمع المشهد، بين الإشارات الرمزية والحوارات الأساسية، ويربط بين العديد من العناصر الأساسية للملكية الفكرية بأكملها (الفلسفة والذكاء الاصطناعي والدين والأساطير والفناء والتاريخ البشري). يقول ديفيد الروبوت:

“إذا كنت أنت خلقتني فمن خلقك؟”

ومن هنا تبدأ الحكاية

كان لروايات الخيال العلمي والفانتازيا sci-fi and fantasy   التي تحول بعضها إلى أفلام (ماري شيلي/ فرانكنشتاين) وغيرها دور في تعزيز فكرة المكينسانية، ومن تلك الأفلام:

Kill Command

تدور أحداث القصة في مستقبل غير بعيد حيث يكتشف سايبورغ الذي يعمل لدى إحدى الشركات، حالة شاذة يجب أن تحلها في نظام الذكاء الاصطناعي المستخدم في الحرب. يتم من خلال فريق التعامل مع هذه المشكلة ليدرك بعد فوات الأوان أنه يتعلم تقنياتها القتالية التي يبنيها دفاعها ضد الإنسانية.

Christmas Bloody Christmas

يبدأ الفيلم عشية عيد الميلاد مع إغلاق متجر توري تومز صاحب متجر التسجيلات للاحتفال بعيد الميلاد. لسوء الحظ، تم تدمير خططها بعد أن بدأ سانتا كلوز الآلي في عملية قتل في مطاردتها. تُجبر توري على الوقوف والقتال من أجل حياتها بعد أن علمت أن الروبوت معطل وعكس برمجته المرحة ليعود ويصبح آلة دفاع.

The Terminator (1984)

هو فيلم الروبوت القاتل الكلاسيكي -، يلعب أرنولد شوارزنيجر دور القاتل السيبراني الفخري إلى حد الكمال، حيث يطارد سارة كونور وحاميها الشجاع، كايل ريس. إن السايبورغ القاتل الذي ابتكره شوارزنيجر هو قوة عنف لا هوادة فيها وواحد من أكثر الشخصيات شهرة في الثمانينيات.

Hardware

هو فيلم رعب كلاسيكي تدور أحداثه في الولايات المتحدة التي مزقتها الحرب الذرية. يتجول الريفيون في الأراضي القاحلة ويبحثون عن أي شيء مفيد. يصادف أحد الريفيين مجموعة من أجزاء الروبوت التي ينوي تقديمها لصديقته لبناء تمثال منها. في تطور مخيف، أصبحت أجزاء الروبوت قادرة على إعادة تجميع نفسها في الروبوت القاتل بالكامل.

في تلك الأفلام (عددها كثير جدا) يتمرد(المخلوق) المكينسان، على البشر الذي صنعه لأنه يتفوق عليه في نواحٍ عدة بيولوجية وميكانيكية وفكرية، وربما يأتي يوم يصبح البشر عبيدا لتلك السيابورغات/ الروبوتات وهو ما تدور حوله أحداث فيلم فايروس Virus

نجح علماء في إجراء عملية زراعة رأس على جثة، وأكدوا أنهم على استعداد لإجراء العملية على شخص حي، وفق ما ذكرته تقارير إعلامية. وقال الطبيب سيرجيو كانافيرو، وهو مدير هيئة طبية إيطالية للعمليات العصبية المتقدمة، إن العملية أجريت بنجاح، مضيفًا: «هذا يؤكد أن خططي ستعمل»، حسبما نقلت صحيفة «إندبندنت» البريطانية. وأظهرت العملية الناجحة لنقل الرأس على جثة بشرية أن طريقته الجديدة المبتكرة التي تعتمد على توصيل الرأس بالعمود الفقري والأعصاب والأوعية الدموية لجعل الرأس والجثة يتعايشان سويًّا سوف تنجح، بحسب البروفسور سيرجيو كانافيرو. وأضاف أن العملية استغرقت 18 ساعة، وهو الزمن الذي حدده الفريق الطبي مقدمًا

ماذا لو يزرع رأس على روبوت وتغيير أعضاء بشرية للروبوت، وتزرع شريحة أو غرسة implant  في رأس الشخص الذي تبرع برأسه حيث يمكن مسح الذاكرة وتخزين معلومات جديدة في الشريحة لتأدية مهام محددة أو غير محددة؟!

كل ما سبق هو إعداد لفكرة أخرى هي: ما بعد الإنسان/ية Posthuman/ism

بقلم/ علي عويض الأزوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى