إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

فكِّر قبل أن تٌقرر

في هذه الحياة تختلف حياة كل انسان عن الآخر اسرته طفولته شبابه ومن ثم شيخوخته، لكل منا حياة مختلفة عن الآخر حتى لو اتفقنا في بعض جوانبها فلا يمكن الحكم على حياة إنسان لم تعش أنت تفاصيلها وتقف على كيفيتها بل ومن الظلم أن تقحم نفسك في حياة الآخرين وتحلل وتنتقد وأنت لا تعرف عنهم سوى القليل والقليل جداً،  بل الظاهر منها ، وعبثاً تحاول الخوض في حياة أنت لا تعرفها ولم تعشها ولم تكتوي بنارها ولم تسعد بأفراحها، فلا تتخذ قرار نيابة عن أحد ولا تفكر عنه ولا تتحدث عنه ولا تختار بدلاً منه.

القرار يحتاج إلى تفكير عميق ودراسة واعية واضحة لجميع الجوانب وتحديد السلبيات والايجابيات ومدى النفع والضر .  والتسرع في اتخاذه له عواقب نتيجتها الندم والخسارة . القرار يحتاج الى تحكيم العقل كثيراً دون أن يكون للعاطفة حضور الا قليلاً حتى يكون صائب ونتائجه جيده بما يعود عليك بالراحة النفسية والمنفعة الدنيوية والأخروية وايضاً الاجتماعية ،

أكاد اجزم أن الكثير منا قد تعرض الآف المرات إلى أمور في حياته تتطلب الى اتخاذ قرار والبعض تسرع واتخذه لينتصر لنفسه والبعض مازال في عراك بين رغباته وقراره . فالقرارات كثيرة وتختلف باختلاف الظروف والدوافع والرغبات والحاجات والاهمية . هناك ما يحتاج للتأجيل ، وهناك العاجل الذي لابد من الفصل فيه ، وهناك الوقتي الذي يزول بزوال الاسباب والدوافع ، وهناك الدائم المستمر الذي لانهاية له وتركه دون اتخاذ قرار ضرباً من الجنون.

قرارك هو مصيرك فأحسن الاختيار والاساليب والطرق والأدوات التي تجعلك لا تندم ولا تخسر الكثير . انظر للقرار أنه مصير حياة اما أن تستمر وتعيش كما اراد الله لك وترضى بالمقسوم ، وأما أن تقضي عمرك في العتاب والتضجر والتسخط . دوامة لا تنتهي من اللوم ، تندب حظك وتبكي حالك وتشكي دنياك وتلوم نفسك وترمي بتبعات قراراتك على الآخرين . واما أن تضع الامور في نصابها الصحيح وتعيد التوازن لحياتك من جديد فبعض القرارات لابد من التنازل كثيراً والتغافل عن جوانب احياناً . تذكر دائما ً أن الخطوة الأولى التي لا يمكن الأستغناء عنها لكي تحقق ما تريده في الحياة هي : أن تقرر ماذا تريد .
وأخيراً: فالحياة حلوة وجميلة فلنعيشها كما نريد بما يتوافق مع منهاجنا الاسلامي ، وبسعادة وراحة وطمأنينة .

فلنتخذ قرارات عقلانية ومٌتزنة تريحنا وتجعل حياتنا اجمل بفضل الله

كتبه /  صالح بن محمد العٌمري

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى