إسبوعية ومخصصةمشاركات وكتابات

الدرجة العلمية والتخلف المعلوماتي

المعلومات هي المصدر الأول للمعرفة وهي الوقود للعقول، ومن المعروف أن كلمة معلومة مشتقة من كلمة علم، والعلم هو المعرفة، وإذا فُقِدت المعرفة تخلفت الأمة -علميًّا ومهنيًّا- لذلك فإن الإنسان كان وما زال مهتمًّا بالبحث عن المعلومة وسيظل هكذا إلى أن يلقى مثواه الأخير.

ولكن في عصرنا الحالي لا توجد مشقة في البحث عن المعلومة والتطور على صعيد ثقافة العقل، لسهولة الوصول لمصادر المعلومة.

إن الدرجة العلمية ليست بالضرورة اكتساب المعلومات، فالدرجة العلمية إثبات لاجتيازك للمرحلة، ولا تعني أنك امتلكت العلم.

للأسف نجد البعض ممن يحملون الدرجات العلمية ولكن لا توجد لديهم حصيلة معرفية حتى في تخصصهم. ونجد أشخاصًا لا يحملون الدرجة العلمية يمتلكون بحرًا من المعلومات؛ المعلومات الفخر ليس بامتلاك الدرجات العلمية إنما الفخر بالتأثير على مستوى التخصص والاكتشاف والتطور العقلي مما ينعكس على المجتمع.

ريتشارد فاينمان الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء، عندما أخبروه بفوزه بالجائزة، قال: “الجائزة هي الاكتشاف، هي البحث والاطلاع وتطوير العقل.. هذه هي الجائزة”.

لذا؛ التطور العقلي والنهضة العقلية ينعكسان على المجتمع ببراءات اختراع واكتشافات جديدة. وبالمناسبة أذكر: قد قال لي دكتوري المشرف ذات مرة باللهجة العامية: “احنا نمهد لك الطريق والباقي عليك أنت ومجهودك” لذا؛ لا يغرنك حصولك على الدرجة العلمية وحصيلتك الثقافية والعلمية صفر.

وهنا يمكننا القول: إن الدرجة العلمية مجرد مفتاح لك للبحث والاطلاع وتطوير العقل وليست للمفاخرة في المجالس؛ وعندما تُناقش في التخصص تتهرب من الإجابة وتصبح كالريش الطائر، سواء على الصعيد التخصصي أو على الصعيد الثقافي والفكري.

عصر المعلومة اليوم سهل جدًّا.. ولكن الأمية المعلوماتية والفكرية موجودة في بحر المعلومة، وهي كالظمآن في بحر من المياه العذبة.

بقلم/ خالد سعود الحربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى