قصص وأناشيد

القنفذ #الصغير_وأشواكه

في أحد الغابات الجميلة التى تنمو بها الأشجار وتكثر بها الحيوانات وتنعم فيها مخلوقات الغابة بالهدوء وكان الجميع يعيشون في سلام وود وكان من بينهم قنفذًا صغيرًا أشواكه لامعة وبراقة وحادة كان مفعم بالحيوية والنشاط وحب الحيوانات وكان يعشق اللعب مع كل الحيوانات إلا أن الحيوانات كانت تتحاشاه وتتجنب اللعب معه بسبب أشواكه وكان يعلم ذلك ولكنه كان يحاول أن يتجنب الأمر ويحاول أن يلعب بروح رحة مع الأصدقاء ويطلب اللعب معهم، وفي أحد الأيام رأى صديقه الأرنب يلعب بكرة جميلة جديدة، فقال له القنفذ متسائلًا هل يمكنني أن ألعب معك بتلك الكرة الجميلة، فأجابه الأرنب بالنفي قائلًا لا يمكنك أن تلعب معي لأني أخشى أن تقوم أشواكك الثاقبة بثقب كرتي الجميلة ولا أستطيع اللعب بها وعاتبه الأرنب وأكمل عتابه قائلًا أنسيت ما حدث لبالون الأسد حينما كنت تلعب معه الأسبوع الماضي وطار منه البالون وما كان منك إلا أن قفزت لتجلب بالون الأسد فأنفجر البالون بسبب أشواكه وفزعنا من صوت انفجار البالون وحزن الأسد لأنك قمت بتخريب بالونه الجميل ولم نستطع جميعنا اللعب في هذا اليوم بسببك.

لم يستطع القنفذ أن يتكلم مع الأرنب أكثر من ذلك فقد أصابه الحزن فغادر المكان حزينًا كئيبًا لأن الأرنب لا يريد أن يلعب معه. ذهب القنفذ هائمًا على وجهه حتى وصل إلى البحيرة فوجد الفيل يستحم هناك مع عوامته الجميلة الملونة فأراد القنفذ أن يلعب معه فسأل الفيل أن يسمح له باللعب، فسمح الفيل باللعب معه وما أن قام القنفذ بالقفز في الماء ولمس العوامة حتى انفجرت بسبب أشواك القنفذ، حزن الفيل لأنه فقد عوامته الجميلة وقال للقنفذ لن تلعب معي مجددًا أبدًا بسبب أشواكك تلك التى تخرب كل ما تلمسه.

خرج القنفذ من الماء حزينًا مخذولًا بسبب ما فعله مع صديقه الفيل بدون قصد وذهب بعيدًا عن البحيرة وهو يفكر في أشواكه تلك حتى قابل قطة صغيرة تلعب في الأرجاء فذهب إليها القنفذ فرحًا مسرورًا لأنها صديقته التى لعب معها الأسبوع الماضي وحينما اقترب منها سلم عليها وطلب منها أن يلعبا معًا قليلًا، فقاطعته القطة وقالت له لن ألعب معك لأن اللعب معك يؤذيني ألم تشعر بما حدث الأسبوع الماضي ونحن نجري ونلعب لقد دخلت أشواكك في قدمني ووجعتني وآلمتني كثيرًا ولم استطع المشي حينها ولا النوم من شدة الألم، لا لن ألعب معك ثانية أيها القنفذ فالبعد عنك يعتبر مكسب وغنيمة.

ترك القنفذ القطة حزينا وأسرع بالعودة إلى منزله ودخل إلى أمه وكفكف دموعه لكي لا تراه، فسلم عليها، ولكن كيف له أن يداري دموعه وحزنه عن أمه فالأم تشعر بكل شيء يحدث لأبنائها وتخاف عليهم كثيرًا، فبادرته أمه بالسؤال ما لي أراك حزينًا يا بني هل هناك ما يزعجك، أجابها ابنها القنفذ نعم يا أماه لا يوجد أحد من أصدقائي يريد أن يلعب معي فكلهم يخافون من أشواكي فهم يتحاشون اللعب معي ويبعدون عني ويخافون أن ألمسهم أو اقترب من لعبهم وكلهم نهروني وأبعدوني عنهم وعن ألعابهم كل هذا بسبب الشوك الذي أحمله على ظهري. يا أمي لماذا خلقنا الله بهذا الشوك وهو يؤذي كل ما نلمسه، قالت له أمه يا بني إن الله خلق كل شيء بحكمة وقدر وهذ الشوك هو لحمايتك وحماية أحبائك وسيأتي يوم يعرف فيه كل أصدقائك هؤلاء أهمية هذا الشوك وستكون أنت من ستنقذ حياتهم بالشوك الذي تحمله فوق ظهرك. اطمأن القنفذ الصغير بعد أن سمع كلام أمه وهدء روعه فنظر إلى أشواكه كأنه يحادثها ويقول في نفسه نعم يومًا ما ستكونين أنت يا أشواكي العزيزة سببًا في دفاعي عن أصدقائي وقربي منهم، فاطمأن قلبه وسأل أمه عن الطعام الذي تفوح رائحته الجميلة وأنه يشعر بالجوع بعد هذا اليوم الشاق، فقالت له أمه لقد نضج الطعام ولكن عليه أن يغسل يديه أولًا قبل الأكل. قام القنفذ وغسل يديه وجلس على مائدة الطعام لتناول هذا الطعام الشهي بعد هذا اليوم المرهق.

مرت عدة أيام منذ ذلك اليوم وبينما القنفذ يتجول وحيدًا في الغابة بعد أن نبذه أصدقائه وأصبحوا لا يريدون اللعب معه، بينما هو على هذه الحالة سمع صوت استغاثة جرى ناحية مصدر الصوت فرأي أن أصحابه الأرنب والأسد والفيل والقطة هم من يستغيثون، لقد أمسك صياد بالأرنب من بينهم بينما كانوا يلعبون وهربوا جميعًا ما عدا الأرنب الذي أمسك به الصياد، لم يشعر القنفذ إلا وهو يهجم على الصياد ويقذفه بأشواكه الحادة ليصيبه في أنحاء جسده فما كان من الصياد إلا أن أخذ في الصراخ من شدة الألم وأخذ يتخبط يمنى ويسرى ومن شدة ما ألم به من ألم قذف الأرنب بعيدًا عنه ولاذ بالفرار. قام القنفذ بالهرب بعيدًا عكس اتجاه الصياد هو وصديقه الأرنب واختفوا في الغابة. اجتمع الأصدقاء الأرنب والأسد والفيل والقطة وشكروا صديقهم القنفذ لأنه أنقذهم وأخذوا يمتدحون شجاعته وأشواكه القاسية التى أذاقت الصياد الويلات. فرح القنفذ بذلك ووعد أصدقائه بأنه سيكون حذرًا أثناء اللعب وسيتعلم كيفية التعامل مع أشواكه حتى لا يصيب أحد من أصدقائه ولا لعبهم بأذى.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى