إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

تآمينا نفخت بها أضاءت .. فأكلت الأخضر واليابس

تكاثرت الشكاوى من شركات التأمين على السيارات، حيث ارتفعت قيمة التأمين على السيارات بنسبة 200%، وكان مبرر شركات التأمين أن كثرة الحوادث كان الدافع وراء الزيادة، وهذا التبرير والزعم تنفيه التقارير المرورية التي تذكر أن نسبة الحوادث انخفضت بسبب (ساهر/ على راحتنا وامتصاص ما تبقى في جيوبنا).

وظهر أحدهم على قناتنا يذكر و(يهايط) أن التأمين انخفض بنسبة 60%، حيث أنه قام بالتأمين على سيارته بألفي ريال، بينما كان المبلغ 12000، وقمت بعمليه حسابية بدوية لمعرفة كم يبلغ التخفيض فكان 7200، وهذا يعني أن عليه أن يدفع 4800 للتأمين على سيارته، وسقط الأخ من (أنفي قبل عيني) لأنه خايب، وكاذب، وراسب في الحساب وفي الإقناع.

بالأمس أرسل لي صديق تغريدة لطبيب يشكو من شركات التأمين التي رفضت الموافقة على إجراء عمليات جراحية ضرورية لثلاثة مرضى، وحسب كلامه أنهم في حاجة ماسة لهذه العمليات. هؤلاء المرضى لديهم تأمين طبي لدى هذه الشركات ولا يطلبون صدقة أو حسنة منهم. و ما إن أرسلت التغريدة لأصدقائي على الواتس حتى توالت رسائل الشكاوي من شركات التأمين.

– فعلا.. أنا أتناول علاج الكوليسترول وجابوا لي الجونان

– والدته لديها مشكلة في العظام ولديها تأمين عن طريقه (يعمل في شركة تتعلق بالطيران) وتحتاج إلى إبرة شهريا. وذهبت للمستشفى وطلبت أن يصرفوا لها 3 إبر بدل واحدة لأنها لا تريد مراجعتهم في رمضان، ولكنهم رفضوا وصرفوا لها إبرة واحدة، ووصلته رسالة بها مبلع 3 إبر بينما لم يصرف لها ( أكرر ..هل تسمعني) إلا إبرة واحدة.

– أنا عشت هذه المشكلة مع عمالي، وفي الأخير اضطريت إني أسوي عملية ب17500 ريال على حسابي، الحالة اللي مريت فيها حسب التأمين يحال على المستشفيات، استمروا يماطلوا في التحويل والمريض كاد أن يموت فاضطريت إني أسوي له عملية مرارة منظار مستعجلة.

………………………..

جاء دوري أن أدلي (بجردلي/ سطلي) في بئر التأمين الطبي الموحلة.

 كنت أعمل في إحدى الشركات الكبرى، وكان التأمين شاملا، ولأنني أعاني من انزلاقين غضروفيين في الرقبة والفقرات القطنية (سلامات سلامات.. الله يسلمكم، حاجة بسيطة / راس( ن) على الصكات أقسى من الحجر /) كنت أحتاج احيانا إلى أشعة سينية (x) والتي لا يتجاوز مبلغ الحصول على خدمتها من 100-200 ريال، وما كان يثير استغرابي أنه كانت تصلني رسالة نصية أن المبلغ 1320 ريال للأشعة فقط، 4جلسات علاج طبيعي (مساج) 13000 ريال.

– كان التأمين يشمل نظارة لي كل سنة والمبلغ ألف ريال، فذهبت الى محل العوينات (النظارات) المعتمد من قبل شركة التأمين وبدأ يريني إطارات نظارات من العصر الطباشيري، فقلت للأخ مسؤول المحل: أنت شايف راسي كبر وآذاني طولت لأصدق أن هذا الإطار بألف ريال، فضحك، وبعد أن أخبرته نكتتين حلوين، ودخلت فيه (شمال) (كب العشا) وقال: أنت عارف انه شركات التأمين بتاخد مننا 50 في المية (عملا بالنظرية الاقتصادية الشرط أربعون لكم عشرون ولنا عشرون).

بدأت تتكشف أمام عويناتي الصورة (بأن الضاع ويا خبر قبل 5 سنوات بمصاري اليوم بلاش)، وقيمة الأشعة المبالغ فيها، وجلسات العلاج الطبيعي، وهلم جرا (حلوة هذي صح؟ تذكركم بالمسلسلات الإسلامية التي تظهر فيها الممثلات وهن للتو صاحين من النوم والمكياج يغطي وجوههن).

التأمين يتقاسم الغنيمة مع المستشفيات التي تقدم الخدمة العلاجية للمرضى.. وامصيبتاه، يا للهول. والله لئن يتجرع أصحاب ومسؤولي شركات التأمين السم الزعاف أهون علي من أن أسمع أنهم يقتاتون ملايين من مرضنا، لكنني تعوذت من إبليس وقلت لنفسي أنهم لا يختلفون عن لوردات الحروب الذين يبنون إمبراطورياتهم المالية من قتل الناس لبعضهم البعض، وهؤلاء لوردات المرض، وكلاهما في نظري (الـ 6/6 بعد أن ألبس نظارتي المكبرة) قتلة.

أعرف أن صوتي لن يتعدى شحمة أذني، وكتابتي يقرأها البعض من أصدقائي هنا الذين تعجبهم خربشاتي ولن تتعدى هذه المساحة، ولكن خرقا لقاعدة ليس كل ما يعرف يقال، فبعض ما يعرف يجب أن يقال، والساكت على شركات التأمين شيطان أخرس.

أعوذ بالله من شر الشياطين 

عمتم مساءً.

بقلم/ علي عويض الأزوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى