إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

المرأة قدرة وقدوة

خالد بركات

أهديها في يوم المرأة العالمي (الثامن من آذار) للمرأة المكافحة بدوام العطاء لتبني الأجيال رغم الصعاب التي يمر بها العالم من أزمات.

‏اللهم لا تجعل حزنًا بقلبها ولا همًّا يحزنها، ولا ألمًا يؤلمها، واجبر خاطرها بكل احبائها.

كل يوم والمرأة وأسرتها والأوطان بألف خير

راقت لي بصدقها ومصداقيتها: 

بينما كان رجل يمر في ساعة متأخرة من الليل في أحد الدول النائية، تعطلت سيارته ليلاً، فطرق باب منزل مجاور، فوجد سيدة عجوز في السبعين من عمرها في المنزل، فاستأذن منها لإجراء مكالمة هاتفية، وبعد أن أتم مكالمته وقع نظره على لوحات فنية كثيرة معلقة على الحائط فأبدى إعجابه وانبهاره بها؛ وسأل العجوز مندهشًا: من رسمها؟

فأجابت العجوز : أنا

فسألها إن كانت قد حاولت أن تعرض لوحاتها في معارض فنية؟

فقالت له: لا.. “لأن زوجي الراحل قال لي أنني لا أصلح إلا للمنزل، ولتربية الأبناء فقط”.

أنا كنت صغيرة وأصدق زوجي، مهما قال، فلم أخالفه كي لا أفشل كما قال، وبقيت أحب الرسم وأنفذ تعليماته بأن أرسم لنفسي فقط.

فقال لها الرجل: هل تسمحين لي أن أخذ بعض لوحاتك وأعرضها على مجموعة من المتخصصين والنقاد وأصحاب المعارض؟

لم يكن الأمر مهمًا بالنسبة لها، لكنها وافقت.

المفاجأة المدهشة للعجوز التي قلبت حياتها، أن اللوحات حققت مبيعات مذهلة بمئات الآلاف من الدولارات وأصبحت العجوز فجأة وهي في سن السبعين من أشهر الفنانين وعاشت كفنانة مرموقة، لتشهد نجاحًا فنيًّا وأدبيًّا مدويًّا؛ فقد بيعت إحدى لوحاتها بـ 1.2 مليون دولار سنة 2006، وتعرض لوحاتها اليوم كمقتنيات في متحف اللوفر بباريس، وبلازا في نيويورك.

إنها آنا ماري روبرتسون موسى، التي كانت معروفة باسم الجدة موسى.

العبرة من القصة.. وكأن الجدة موسى تقول:

لا تصدق ما يراه فيك الآخرون، صدق نفسك أولًا، واتبع إحساسك، ولا تتنازل أبدًا عن أحلامك لإرضاء الناس، فقد يأتي النجاح بطرق لا تخطر ببالك، وبصدف بسيطة يخبأها لك الله والزمن.

بقلم/ أ. خالد بركات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى