زوايا وأقلاممشاركات وكتابات

لآلئ من الجنة

تناثرت حول العالم منذ أمدٍ بعيدٍ نساءٌ ارتدين أثواب البأس والعنفوان، فذاع صيتهن وخلدت أسماؤهن بالذهب، هن لا يعرفن اليأس، ولا يعرفن معنى الخوف، فعنوان حياتهن القوة والكفاح.

إن هؤلاء النسوة خُلقن من طينٍ خالص لا شائبة فيه، هن بلورات براقة جعلن من حياتهن رمزًا للنجاح من أجل الأسرة والوطن، لأن الوطنية عندهن هي الشرف ولا مكان للخذلان في ساحاته.

نساؤنا الفاضلات، أمنياتنا الجميلة لكن من أجل البقاء والازدهار، يا أسارير النقاء، ورمز الصفاء، فأنتن قد جئتن في أزمنة لا تتكرر وجعلتن من العمل الفعال نهضة للمجتمع برمته، وأحدثتن التغيير الجذري عن مفهوم المرأة، ومكانتها بين الأفراد ودورها المهم الذي كان وليد الإلهام العظيم المتجذر من الأصالة وروح الانتماء. لقد كابدتن من أجل حقوقكن ومن أجل إثبات الذات في شتى المجالات، واستطعتن بالكد الانخراط في صفوف النخبوية لتقديم الأفضل وتمثيل بلدانكن أحسن تمثيل.

سيداتي، إن ما وصلتن إليه بشق الأنفس لم يكن بالأمر السهل المضي فيه قدمًا، بالانضمام إلى ركب الصالحات المجاهدات كان القرار الصائب والمقدس عند الله عز وجل. وفي اليوم العالمي للمرأة ما نقوله قليل في حقكن، أيتها الصابرات الثائرات في وجه المحن، عزاؤنا ألا نتمكن من رد الجميل لكن كما ينبغي، لقاء ما قدمتن من حب للعائلة ودعم وخدمة، ومن أجل الدفاع عن أوطانكن بالنفس والنفيس فالكلام لم يعد يفي حقكن.

لقد سارعت دائمًا المرأة القوية للدعم المعنوي والمادي في كل الأزمات، فكانت المدرسة الأولى المربية، والأخت السند، والزوجة المصونة، كما أنها الطبيبة والشرطية، والمحامية، والرائدة، والمعلمة والإعلامية، والطاهية… إلخ، من أدوار البطولة في الحياة الصعبة، حتى وصلت للقيادة الرشيدة بنيلها أقوى المناصب بالمثابرة والاطلاع الدائم.

في عيدك العالمي أيتها المبجلة لا يكفينا التمني والتهاني، فأنتِ أعيادنا كلها، بحضورك البهي بجوارنا.

أمي.. كل عام وأنت الفرح المغمور والنور المعمور في الكون، فأنت مصدر قوتنا ونجاحنا، فلولاكِ ما كان هناك أخت تحتضننا بالحب والعطاء، يا جواهرَ مهما كتبنا فيهن ومهما قلنا ما سددنا ديونكن، كل عام وأنتن السلام والخير الفياض الذي يجعلنا نستمر قدمًا.

لقد كنتِ أيتها المرأة في الحياة اليومية ربة بيتٍ بامتياز، يا فخرنا وعزنا، وفي الحروب مجاهدة لا هَّم لكِ سوى تقديم يد العون للرجال من أجل الظفر بالنصر، وما تزالين تعطفين بكل ما أوتيتِ من قوة من أجل فلذات أكبادكِ، هنيئًا لكن جميعًا بهذا المقام العالي عند الله.

الكاتبة الجزائرية/ نوال سلماني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى