إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

عتاب رمضان لمحبه

آثرت تأخير تهنئتي لأول يوم، لأتأكد من الصوم، ولأتلذذ بالنوم، لأتحاشى بعض القوم، وأتجنب اللوم.

رمضان يذهب ويأتي، ونحن نذهب ولا نأتي، وأظل أبحث عن رمضان في ذاتي، رمضان الماضي والحاضر و الآتي، رمضاني أبحث عنه في كياني ووجداني، في عيون من أعرف ومن لا أعرف، في وجوه لا شكل لها، وفي أشكال لا وجوه لها.

رمضان هو هو لكني لست أنا أنا..

ضيعت رمضان ولم يضيعني

يأتي إلي ضاحكًا متبسمًا

صامتًا متكلمًا

لم تغيره السنين

يتهادى في وقار

آناء الليل وأطراف النهار

السماحة والنقاء منقوشة على محياه

أتلقاه

وأنشغل عنه

أتيه وأتوه بين جوال وقنوات

وأمسي وأضحي في شتات

ثم عندما يهم بالرحيل أتحسر على فراقه

وأنهض لعناقه

ثم ما إن يرحل حتى أنساه وأتناساه

كانت كورونا (كوفيد 19) قبيحة المنظر والمخبر، وجهها دميم تعلوه ندوب لا تُستر، لكن بين حاجبيها شامة ظهر جمالها في رمضان والحظر، تعرفت على عائلتي وأبنائي، والأهم أنهم تعرفوا علي (كنت في وجههم 16 ساعة/ طبعا 8 نوم ما يشوفوني). تلاقينا لقاء الغرباء، وتقاربنا أصدقاءً وأحباء، زالت الكلفة بينهم وبيني، تذكرت أنني أعرفهم منذ زمن لكننا كنا نعيش مع بعض أشلاء، ثم رحل رمضان وكورونا، وعادت حليمة لعادتها القديمة.

رمضان على مر السنين والأزمان هو رمضان

رمضان يعاتبني

رمضان يفتقدني

يحن إلي حُنُو المرضعات على الفطيمِ

يزداد نقاءً وأزداد جفاءً

رمضان يبحث عني فلا يجدني إلا في شاشات التلفاز والجوال

من ترحال إلى ترحال

وأنا مكاني

يفتشني فلا يجد إلا جسدًا بلا روح

أفتقد نفسي

بين رمضان اليوم

ورمضان أمسِ

لا أحتاج أن أسأل

أنا بعدت كثيرًا

مع توالي الليالي والأيام

ورمضان ما زال هناك منذ آلاف الأعوام

رحماك رمضان

أعتذر منك وإليك

هلاّ تقبل مني؟

أرجوك تصفح عني!

أسأت لنفسي ولروحي

قبل أن أسيء إليك

لا تؤاخذني بما فعل السفه مني وبي

هجرتك وهجرت محرابي

أرجو أن أعود لك

ما أجملك

ما أكملك

ما أفضلك

ما أنبلك

ما أصعبني

وأسهلك

فلك العتبى حتى ترضى.

بقلم/ علي بن عويض الأزوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88