إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

هل اللهُ يهتمُ بنا؟

سالم سعيد الغامدي

سؤال كبير في معناه، لكنه بسيط في الجواب عليه، وذلك لِمَن منحهُ اللهُ البصيرة الإيمانية، لا بد أن نعلم ونتيقن أن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء، فهو الخالق، وما عداه مخلوق، وهو خارج حدود الزمان والمكان، لذلك ما يجري على المخلوقات المحدودة بالزمان والمكان، لا يجري عليه سبحانه وتعالى، فمخلوقاته عظيمة في الحجم وفي الوزن، وفي مسافات الطول والعرض، والأرض هي نقطة متناهية الصِغَر في هذا الكون الكبير، حيث إن الضوء يقطع الأرض كاملةً بسرعته، في ثُمن الثانية فقط، وذلك بسرعة الضوء التي تساوي ثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية الواحدة، وبسرعة الضوء نفسها يستغرق قطع مسافة الكون ١٩٠ مليار سنة ضوئية، وهذا شيء لا يتصوره العقل.

والسؤال هنا هو: هل الله تعالى يهتم بهذا الإنسان الصغير في حجمه، والذي لا يساوي شيئًا بالنسبة لحجم كونه؟

الجواب: نعم

 والسبب هو: لأن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي نفخه اللهُ من روحِه، لذلك هو سيد هذا الكون كله، وروحه خالدة، وكل شيء في الكون مُسخَّر من أجله، وليس هناك أي شئ يُسخَّر له الإنسانَ في الكون كلِه، ما عدا خالقه سبحانه وتعالى؛ إذًا.. اللهُ يهتمُ بوعي وإيمان الإنسان به، لا بحجم الكون ووزنه، لأنه نفخة خالدة من روحه، فما علينا إلا أن نعمل الطاعات لهذا الخالق العظيم الذي ليس كمثله شيء، والذي أفعاله أقوال فقط، وهي ما بين الكاف والنون {كنّ فيكون}، فهنيئًا لِمَن وحَّدَ اللهَ ولقيَه لايشرك بهِ شيئًا. والويلُ كلُ الويل، لِمَن خَسِرَ نفسه جَرَّاء شِركِهِ وإلحادِه، فذلك هو الخسرانُ المُبين.

بقلم/ سالم سعيد الغامدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88