إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

عَصْرٌ جنونيٌّ

في حالةٍ صَارَ السَّوادُ مَعَ البَيَاضِ مَحبَّةً،

كالرُّوحِ في الأَجسادِ هَامِسَةُ امتزاجٍ،

لاختصاراتٍ تثيرُ ولا تُتَاحْ.

أنا منهكٌ من لحظتي إنْ لمْ تسامحْ،

أو يُؤرِّقني الصَّبَاحْ.

لا وقتَ يَعرفُني،

ولي الشَّمسُ امتِدادٌ للتَّوَاصُلِ والتِصَاقِ الصَّعبِ،

أُدركُ لَحظتي فوضَى السَّمَاحْ.

زَمَنٌ يُخَالِجُني، أفِيقُ مُحَلِّقًا فوقَ الرُّؤى،

آتِيكِ مُعتَرضًا، فَمي ذاكَ السِّلاحْ.

قدْ أنتهي عِندَ البِدايةِ،

بَابُها الموصُودُ غوغَاءُ التَّآكلِ،

تَصنعُ الأَمجادَ في مُلكِ الرِّياحْ.

مُتَنَاثِرونَ على اعتبَارٍ،

نِصفُنا الأعلى (يُدَاملُ) زَفرةً،

للآخَرِ المَسحُوقِ تُغتَرفُ الجرَاحْ.

فَتَكَاثرتْ منْ أدمغي النُّسَبُ،

اسْتَفَاضَتْ بَاطني المَغرومَ،

تَسخرَ منْ جَمَادي رِيشَةٌ،

وفَرَاشةٌ تَهوى البَرَاحْ.

زِنزَانتي منْ قُمقُمي، حُرِّيَّتي منْ مَخدعي،

ووِسَادتي منْ عَبقَريَّةِ شَاردٍ صَفَعَ الغِناءَ،

ليسمعَ النَغَمَاتِ صَادحةَ النُّبَاحْ.

فرْطُ اختلاجي، يا سَواديَّ المَشَاعرِ،

بَلغَميَّ الخلطِ، في دَمِكَ المُذابِ للوحةٍ

عِندَ القُصُورِ شَهادةٌ، تلكَ الحَقيقةُ تُستَباحْ.

منْ رَغبةٍ وِصِدَتْ أمامي طَلعةٌ،

أَلغِيتْ فوزًا وانشِراحْ.

إنِّي سَجينُ عَوالمي،

مُتَرَبِّصٌ بالنُّورِ يُفقِدُني السَّراحْ.

عَصرٌ جُنُونيٌّ فَريدٌ أَطفأَ الشَّمسَ احتِفالًا بالألُوهةِ،

يَحفظُ الأَسماءَ في جِيبِ الفُتُورْ.

ويَنَامُ في عُمقٍ سَمَاويٍّ،

فلا تَسعَ اصطِيَادَ الوَجهِ،

إنَّ السِّرَّ مُعجِزةُ العُثُورْ.

يَحتلُّ أَنفاسَ الرُّوى،

تَأتي بِهِستِيريَّةِ التَّبديلِ آلاتُ النُّفُورْ.

عَرشٌ مَقِيتٌ فُصطُفَائيٌّ يُحَاكِمُني،

وفَصلٌ ذَاهِبٌ نَحوَ الأنُوثةِ،

بَاعَ مَاساتِ السُّطُورْ.

لمْ يَغتَربْ عَنَّا طَوِيلًا، نَامَ في جَسَدِ الحِكَايةِ

عُمرَهُ المَحصُورَ حَصرًا بالشِّعُورْ.

في كُلِّ كَأسٍ مُفرغٍ يَتَوَالدونَ أَحِبَّتي،

وتُمُوتُ في قَلَمي المُخَرِّبِ ضِحكةُ الأَنْوارِ،

قَدْحٌ رَغبتي،

وهُناكَ يَعتَرِفونَ في الدَّيجُورِ نُورْ.

مَا أَصعَبَ القُبُلَاتِ، حَانَ وَدَاعُنا،

مَا أَقبحَ التَّمثِيلَ أَثْناءَ الحُضُورْ.

أَسَفِي على الأَزمَانِ، مَا مَرَّتْ بِبَالي لَمسَةٌ،

لَكنْ مُرُورَ كِرَامِها سفرٌ يَدُورْ.

عَصرٌ غَريبٌ فَوضَويٌّ،

أَشبعَ الوِجدانَ بالحَسَرَاتِ،

أَتخَمَهُ بهَالةِ خُبثِهِ،

أَعطَى عُقُولَ النُّصحِ غوغَاءَ القُشُورْ.

الشاعر/ أحمد جنيدو

من ديوان: أساي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى