إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

كَانَ مُلْهِمَنَا

أحمد جنيدو

الصَّفْوُ فِي الرُّوْحِ لَا زُوْرًا ولَا حَفَصَا.

بِـرُوْحِـهِ عِـلْـمُـهُ إِنْ يَـخْـتَـلِي القصَصَا.

يَـبْـقَـى سِـرَاجًا مِـنَ الأَرْوَاحِ مَـنْـثَـرُهُ

لَا لومَ فِـيْـهِ ولَا تِـرْيَـاقَـهُ خَـرُصَـا.

يُـهْـمِـي إِلَى تـوْهَــةِ الأَوْهَـامِ يُـدْرِكُـهَـا

وفِي فَـنَـاءِ وُصُولٍ قَدْ قَضَى وَعَصَى.

تَـجُـولُ فِي خَـاطِـرِ البُـهْـتَـانِ أَقْـنِـعَـةٌ

تُفْضِي إلَى سَـاحَـةِ المَجْهُوْلِ مَـا لَبَصَا.

فِي ذَبْـحِ رَائِـعَـةِ الإِشْـــرَاقِ لُـعْـبَـتُـهُـمْ

فوق الـدِّمَـاءِ تَـرَى المَعْتُوْهَ مَـنْ رَقَصَا.

تُـفْـنَـى الطُّـفُـوْلَـةُ مِنْ أَرْحَـامِ مـوْلِـدِهَـا

ومَـارِقُـونَ هُـلَامٍ قَـدْ غَـدُوا قَـفَـصَـا.

حَـرَصْـتُ أَزْرَعُ فِـي الآمَـالِ أَدْعِـيَـــةً

يَا أَنْـتَ يَا أيُّـها الـنَّـاسِـي لِمَنْ حَـرُصَـا.

وَعَــدْتُـهُ بِـشُــــجُـوْنِ الـقَـلْـبِ حَـالِـمَـةً

إَذَا بِـعَـهْـدِ زَمَـانٍ كَـاذِبٌ نَـكَـصَـا.

أَجُـوْدُ حَـالِي وفـيْـضُ الدَّمْـعِ مَرْكِبَتِي

ضَـعْـفٌ أَبَاحَ لَـهُ التَّـقْـرِيْضَ لو قُـنُصَا.

وكُـلُّـمَـا زَادَ بِـالإِجْـحَـافِ يَحْـصِـنُـهُ

إِنَّ الغَـرَامَ مِـنَ الأَشْوَاقِ مَـا نَـقُصَـا.

دَفْـقٌ إِلى ســوْءَةِ الأَغْـصَـانِ يُـلْـبِـسُـنَا

عَادَ الوَضِـيْـعُ عَلَى التَّـشْـوِيْـهِ مُنْتَقِصَا.

عَـلَـى ارْتِـعَـاشِ يَــدٍ يَـرْنُـو بِـدَهْـشَــتِـهِ

حَتَّى الدِّمَـاءِ مِنَ الـشِّـرْيَـانِ قَدْ فَصَصَا.

كَـأنَّـهُ الحُـلْـمُ فِـي نِـسْـــيَـانِ مَـهْـزَلَـتِـي

يَـنَـامُ يَـصْحُـو ويَغْـفُـو صَحْوُهُ عَقُصَا.

يَـأْتِي سَـرِيْعًا بِـذَاتِ الحُـزنِ مُـنْـكَـسِـرًا

أَضَـاعَ مُـلْـهَـمَةَ الإِحْـسَـاسِ وَالفُـرَصَـا.

تَـلَـعْـثَـمَ الصّـوتُ مِـنْ مِـيَّـادِ طَـلَّـتِـهِ

يُغِـيْـدُ نَـفْـحًا إِلَى المَاضِـيْـنَ مَـا خَـلُصا.

سَــتَـذْكـرُ الرِّيْـحُ عَـهْـدًا كَانَ يَـزْجِـرُهَا

بَـاعَ الحَـكَـايَـةَ والأَحْـلَامَ والـحَـفَـصَـا.

يَـبْـتَـزُّنَـا الأَلَـمُ المَـشْــــلُـولُ فِـي رُفَــعٍ

فِي مُـوْحِـشَـاتِ الأَنَا ذَا مُقْرِضٌ قَرَصَا.

يَـبُـوحُـنَـا فِـي كَـفَـاءِ الـذُّلِّ مُـنْـحَـرِفٌ

لَا يَنْقِـضُ الموْتَ ضَرْبٌ مِنْ يَدٍ وَعَصَا.

يَـلُـوْحُ فِـي فَـرْسَــخِ الحَـرَّانِ مُـخْـتَـلِـفٌ

يُخَالِفُ السُّوْطَ يَمْضِي فِي الوِجَاءِ قَصَى.

كَـمْ مِنْ هُـرَاءٍ يُـزِيْـدُ الـحُـزْنَ ضَـالِـعُــهُ

ذَاكَ المُدَلَّى عَلَى الأَرْبَاضِ جَادَ حَصَى.

هُـنَـا يُـغَـطِّـي الـتُّـرَابُ الوَجْـهَ فِي عَـوَزٍ

ولَـنْ يُـضِـيْـفَ بِـنَـا الإِمْـلَاقُ إِنْ نَـقُـصَـا.

يُـلْـوَى عَلَى خُـدْعَـةٍ أَمْوَاتُـنَـا رَسَـخَـتْ

والِحقْـدُ فِي غُـربَـةِ الأَحْـبَابِ مَنْ رَبَصَا.

فِـي كُــلِّ فَـارِغَــةٍ يَـغْـتَـالُــنَـا أَمَـــــــــلٌ

مِنْ نَـاعِـقٍ يَـرتَـمِـي فِي حُـضْـنِهِ قُنـِصَا.

تِـلْـكَ الـرِّجَـالاتُ بَـاعَـــتْ أُمَّهَــا فَـزَعـًا

ذَاكَ المُـخَـنَّـثُ فِي الأَوْجَاعِ بَاعَ خَصَى.

مَـرْهُـونَـةٌ فِـي خَـرَابِ الـحَـرْبِ أُمْـنِـيَـةٌ

ولَا يَـزِيْـفُ عَــرَاءُ الـحَـقِّ مُـنْـتَـقُـصَـا.

دَيُّـوْثُـهُ حَـاكِــمٌ فِـي حِـكْـمِـهِ خُــدعٌ

مَا أَبْـشَـعَ الحَـاكِـمُ المَـعْـتُـوْهُ إِنْ عَرَصَا.

الشاعر/ أحمد جنيدو

من ديوان: “إنها حقًّا”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى