إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

دفينةُ الأسرارِ (عودي إليَّ)

عُودي إليَّ دفينةَ الأسرارِ.

عودي إليَّ حبيبةَ الأمطارِ.

يا عُمرَ عُمري يا مليكةَ أضلعي،

يا سرَّ سرِّي يا ضياءَ نهاري.

عُودي إليَّ فإنَّني متشوِّقٌ

متلهِّفٌ في حِيرةِ الأفكارِ.

فلقدْ غَدوتُ بحالةٍ ميؤوسةٍ،

أتجاهلُ الأيَّامَ بالأسرارِ.

عُودي إليَّ طَليقةً وسَجينةً،

فالحبُّ ليسَ مُكوَّرًا بخيارِ.

والحبُّ مملكةٌ توارثُ ذاتَها،

والعطرُ حارسُها مع الأزهارِ.

والقلبُ خادمُها يهيمُ تواضعًا،

والنَّبضُ فارسُها بدونِ شعارِ.

والهمسُ يغدو أسهمًا بحصونِها،

ونَشيدُها منْ نَبرةِ الأوتارِ.

عُودي إليَّ غَريبةً مَجنونةً،

في كلِّ يومٍ تقتفي آثاري.

في كلِّ يومٍ تَسألُ القلبَ الغبيَّ

عنِ الحيارى في رسومِ جداري.

في الشَّوقِ تَفتعلُ الحَرائقَ لُعبةً،

كمْ تُضْحِكُ السَّمراءُ ماردَ ناري.

إنِّي زرعتُكِ في الصَّميمِ حقيقةً،

وقصيدةً منْ أعذبِ الأشعارِ.

وبَقيتُ في حِبري أقلِّبُ فكرةً،

صَارتْ حُروفي ثورةَ الإعصارِ.

كُنتِ القَصيدةَ والتَّخيُّلَ كلَّهُ،

كُنتِ النَّقيَّةَ في هُبوبِ غُباري.

عُودي إليَّ جميلةً وبهيَّةً،

ما أروعَ الإحساسَ في الإبهارِ.

كُوني بلادًا أو وجودًا آمنًا،

أو فُرصةً أو نَغمةَ الجيتارِ.

كُوني اغترابًا أو مَلاذًا أوحدًا،

كوني صراعًا حارقَ الأعمارِ.

عُودي كما شِئتِ انتحارًا جائرًا،

أو لَعنةً في مَرجلِ الأشرارِ.

إنَّ المُهمَّ لديَّ أنتِ حبيبتي،

لا يأبهُ المعدومُ منْ إقرارِ.

إنِّي أُقُرُّ، بأنَّ حبَّكِ سيِّدي

و هويَّتي وسفينةُ الإبحارِ.

ما بينَ مدٍّ أنتِ لي منفى الهوى،

ما بين جزرٍ أنتِ لي أسفاري.

عُودي إليَّ لكي أكونَ مُكمَّلًا،

نصفي البَعيدُ مُناكفُ الأعذارِ.

سأعودُ أيَّتها الصَّفيَّةُ عاشقًا،

بلغَ الذُّرى منْ لَوعةِ الإيثارِ.

مُنِّي عليَّ بنظرةٍ مغروسةٍ

بدمِ الوريدِ لشاخصِ الأبصارِ.

حُنِّي فقلبُكِ جنَّةٌ مسكونةٌ

بالوردِ والرِّيحانِ والصَّبَّارِ.

عُودي إليَّ فإنَّني متأثرٌ

بالبعدِ والحـرمانِ والإنكارِ.

الشاعر/ أحمد جنيدو

من ديوان: “سقطت النقطة عن السطر”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى