إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

قوة الكلمة

خالد بركات

قال يومًا رجل حكيم لتلميذه:  يا بني لا تصدق بعض الناس فإنهم مصابون بمرض التشهير بالآخرين دون سبب ولا بيّنة.. وتذكر.. لا تصدق كلام الناس إن لم تر بعينك.

وثلاثة أشياء لا تعود:

الكلمة إذا خرجت،

والزمن إذا مضى،

والثقة إذا ضاعت.

من أجمل ما رُوِيَ

ادّعت امرأة مرات ومرات تلو الأخرى، أن جارها لص، وفي النهاية تم توقيف جارها الشاب، وبعد مضي أيام ثُبتَتْ براءته وأُطلِقَ سراحَه. وفي الوقت نفسه أُرسلت المرأة إلى المحكمة، فقالت المرأة للقاضي: “إن الكلمات لا تؤذي أحدًا”.

فرد عليها القاضي: هكذا إذًا؟!

وتابع قائلًا: حينما تعودين اليوم إلى البيت، اكتبي على ورقة جميع الصفات السيئة التي قلتيها عن الشاب، ثم مزقي الورقة، وارميها على طول الطريق، وتعالي في الغد لتسمعي الحكم.

نفذت المرأة طلبه، وعادت في اليوم التالي.

قال لها القاضي: سيتم العفو عنكِ إذا استطعتِ جمع قصاصات الورقة التي كتبتيها بالأمس؛ وإلا سيحكم عليكِ بالسجن لمدة عام.

أجابت المرأة وباستغراب: لكن هذا مستحيل يا حضرة القاضي، فقد أخذتها الريح بعيدًا.

فرد القاضي: بالتأكيد تمامًا، هي مثل الملاحظة البسيطة التي حملتها الريح ودمرت سمعة الشاب التي لا يمكن إصلاح الضرر الناتج عنها؛ وعليه أصدر حكمه بسجن المرأة لمدة عام.

العبرة من هذه الرواية:

على المرء أن يدرك قوة الكلمات التي ينطق بها، ومدى تأثيرها على الآخرين، فهي كالرصاص لا نستطيع إيقافها أو تحويل مسارها إذا تم إطلاقها.

الكلمات كيفما كانت، ستعود بفعلها على ناطقها؛ حيث تصدر الكلمة، تصدر الروح لرب السماء.

اللهم ابعد عنا ضعفاء النفوس الذين لا يملكون الا سخافة الفكر، حيث تولد الأذية من كلماتهم.

الكلمات تصنع المعجزات أو تخلق المشكلات.

بقلم/ أ. خالد بركات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى