إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

للإنسانِ

أحمد جنيدو

يفقُدُ المَرءُ ذاتَهُ وسِوَاهُ.

بافتقَادِ الفَحوى إلى مَعنَاهُ.

منْ تهاوى بالأمرِ أعفى خطاهُ،

ألعَنُ الأمرِ إنْ تَضيعَ خُطَاهُ.

لَستَ تَدري ما يَحملُ الغَدُ غَيثًا،

خَيرُهُ منْ يدقُّ بَابَ رِضَاهُ.

بَعدَ خَوفينِ نَعتلي قَسَماتٍ،

صَوتُ رُوحٍ يَئنُّ خلفَ صَداهُ.

جئتُهُ أحملُ الحنينَ ابتغاءً،

كعَصَافيرِ الصِّيفِ تَهفو سَمَاهُ.

جِئتُهُ والأيَّامُ تَعدو وَرائي،

وأمَامي نُورٌ يُغَاوي صِباهُ.

أنقُلُ الحِملَ نحوَ عَوْجِ سَبيلٍ،

إنَّ حِمْلي زادٌ يُعينُ سِواهُ.

جِئتُهُ قصَّتينِ والعَزفُ سَلوى،

جِئتُهُ أُرهنُ الدُّنا مُبْتغَاهُ.

أجمُعُ اللَوحةَ الصَّغيرةَ طِفلًا،

وعلى الأُخرى أضلعي مَنفَاهُ.

أَثقلَ الكَاهلَ الضَّعيفَ مَلاذٌ،

بينَ طَيَّاتِ المُنتهى مَلقاهُ.

يا مَلاكَ التِّيهِ المُخدِّرِ مَهلًا،

قدْ أضَعتُ السُّجودَ في مَثوَاهُ.

أبلعُ النَّارَ شَهوةً وضَلالًا،

لَعنةُ النَّارِ تَصطلي منْ أسَاهُ.

يا غَريبَ الأطوارِ قفْ كي نُصلِّي،

رِكعةً للأَشواقِ في سُكنَاهُ.

نُوقدُ القلبَ جَمرةً وسِراجًا،

كي يُضيءَ الدَّربَ الطَّويلَ شَذاهُ.

كيفَ تلقاني والعيونُ رمادٌ؟!

دَمعَةٌ تَغفو، دَمعةٌ تَنسَاهُ.

غَصَّةٌ تَبكي، لَحظةٌ تَتَمَادى،

والأَثيمُ النَّائي يَضلُّ رَجاهُ.

وأنا أَملُكُ الغِيابَ حُضورًا،

وأنا مَأربٌ على مَرمَاهُ.

كَيفَ أَنساكَ أَنتَ منِّي أنَاهُ،

قدْ مَلكْتُ الدُّنيا بلَحنِ هَواهُ.

لا أنا قَادرٌ على رَغَباتي،

خَانتِ المَعنى الفَوضويَّ رُؤاهُ.

ما الذي أَبقاكَ الحَبيبَ حَبيبي؟!

لمْ أعدْ أَحتاجُ (الأنا) بـ (أَنَاهُ).

الشاعر/ أحمد جنيدو

من ديوان: “سقطت النقطة عن السطر”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى