إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

كم تبلغ قيمة قلبك

موضي المطيري

يقال تبلغ قيمة القلب في السوق السوداء لبيع الأعضاء أكثر من ١٠٠ألف دولار وقابل للزيادة؛ فلماذا نرى كثيرًا من البشر يبخس ثمن قلبه ويبيعه بالمجان لمن لا يستحقه؟!

لماذا تمنح قلبك دون مقابل؟

لماذا تعطي قلبك لمن يجرجره على أشواك الألم وأنت باسط كفيك دون حراك؟

لماذا فرطت في قلبك النبيل النقي لمن لا يحفظون له قدرًا ولم يقيموا له وزنًا؟

لماذا هان عليك قلبك الطيب مقابل ولاء أشخاص لم يحفظوا لك الولاء وقدمته لهم كبش فداء رغم انهم لم يحملولك ودًّا وصفاء؟

لماذا هانت عليك نفسك وهان عليك قلبك مقابل علاقات إنسانية سامة لم تجد منها سوى الألم؟ إن أرادوك وجدوك وإن احتجت لهم لم تجدهم. لا تقل قريبي وذو رحمي وبوصله أصون ود الأرحام؛ فمن ألم قلبك اعتزله ولا تجعل سم علاقتك به قاتلك؛ عامله بالحسنى وراعي فيه حقوق القربى ولكن إياك أن تميت قلبك في ساحة معركته وتلوث طهر قلبك بعداوته. احمل قلبك لمكان يليق بالقلوب النقية، ودع كل مكان وكل إنسان يشعرك بتمزق قلبك أو شراء عاطفة ذلك القلب بثمن بخس. كن قويًّا.. فالمؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف. وانتصر لقلبك بالبعد عن مصادر ألمه، فلنفسك عليك حق وسيحاسبك الله على ذلك القلب الذي رميت به بين براثن السُّمِّيين من البشر.

نعلم أنك تريد أن تكون مثاليًّا صالحًا بارًّا بمن حولك من أقرباء وأهل وأصدقاء، لكن نعلم يقينًا بأن صدرك يضيق بما يقولون؛ قف فقد حان وقت الوقوف، وضع الحدود اللازمة والخطوط الحمراء غير القابلة للتجاوز، وداوي ندبات قلبك قبل فوات الأوان، واعلم أن أصبر الصابرين على الأذى هو الله، الذي نسبوا له الولد والصاحبة وما زال يرزقهم ويتفضل عليهم، ولكن أهاب بكل عبد أن يهاجر من مواطن الجبروت والقسوة، ونهى المستضعفين عن البقاء تحت وطأة الجبابرة، فقال تعالى { أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ}. وليس بالضرورة أن كون الهجرة من حرب أو مسغبة، بل قد تكون هجرة بقلبك النبيل من قوم لم يحسنوا الرفق به.

فعش حياة في عزلة اختيارية وقرار سعيد ينعم قلبك بالراحة والأمان.

بقلم/ موضي المطيري – القيصومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى