إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الإنسان ودوره في وضع الأخلاق والقوانين

سالم سعيد الغامدي

لا نستطيع أن ننتقد ونعاتب الحجر ونقول له عيب لأنه ينحدر  من أعلى الجبال إلى الأرض، ولا نستطيع أن نتهم الماء بالانحطاط لأنه ينحدر من أعلى إلى أسفل، ولا نستطيع أيضاً أن نعاقب النمر لأنه اعتدى على الجمل وأكله من دون سابق إنذار.

إنَّ للطبيعة نابٌ ومخلب وليس لها شريعة مقننة، بل شريعتها تميل إلى فرط الأقوى على الأضعف، والأخلاق ليست في الطبيعة ولكنها في الإنسان، إنها من إنشاء الإنسان واختراعه، فكان الإنسان يعقد تحالفات مع الآخرين ضد الطبيعة وما تفرزه من أخطار ضد أمنهم، ثم تطورت هذه الأخلاق حتى أصبحت عادات وأعراف وتقاليد، ولكن الفضيلة ليست لوحة مرسومة في عقل كل إنسان من البشر، ولو كانت كذلك لمات إبليس، ولكن كلٌ متفردٌ بلوحته الخاصة به، والتي رسمتها بيئته التي احتضنته منذ ولادته، فلمّا أدرك الإنسان المعاصر اختلاف تلك اللوحات التي نُحتت في عقول الناس بجميع اختلافاتها بين الخير والشر، كان لا بد أن يخترع قانونًا يجمع لوحات عقول البشر ثم يُشرّع لها قانونًا للفصل فيما بينها، فأنشأ القبيلة ثم بعدها الدولة وجعل لها السلطة في الفصل بين خير الناس وشرهم، وذلك بإنشاء المحاكم المدنية.

وقد أتى الإسلام بما يتمم مكارم الأخلاق من خلال شريعة عادلة ومنصفة بين المتصارعين من أهل الخير وأهل الشر، وسن فيها تشريع الثواب والعقاب في الدنيا كبداية وفي الآخرة كمستقر، فإما إلى جنة أو إلى نار.

أجارنا الله وإياكم من النار، ورزقنا الجنة مع الأبرار.

بقلم/ سالم سعيد الغامدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى