إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

أعظمُ الخلقِ

أحمد جنيدو

اللهُ في الأرواحِ والأبدانِ، = ورسولُهُ خيرُ الدنا إنسانيْ.

سبِّجْ بحمدِ اللهِ كلَّ دقيقةٍ، = صلّى الإلهُ عليهِ كلَّ أوانِ.

نورُ الهدى للأرضِ بعدَ ضلالِها، = والخلقُ في التشريفِ رَقْبُ زمانِ.

كانَ الأمينَ، دليلُهُ في ظهرِهِ، = ختْمُ النبوَّةِ داحضُ البهتانِ.

فغمامةٌ جاءتْ تظلِّلُ جسمَهُ، = كشفُ السريرةِ رؤيةُ الرهبانِ.

وحليمةُ الشيماءُ ترضعُ مُلهمًا، = للفكرِ والأفعالِ والوجدانِ.

في الغارِ وحْيٌ قدْ أتاهُ محمَّلًا، = بالدينِ والأخلاقِ والإحسانِ.

اقرأْ، فإنّكَ من تغيّرُ منهجًا، = وتحوِّلُ الآثامَ بالإيمانِ.

ومتمِّما لمكارمِ الأخلاقِ ترْ = سمُ خطَّنا بالنورِ للرحمانِ.

ميزانُك الحقُّ المبينُ هدايةٌ، = والعدلُ سيفٌ يا نهى الميزانِ.

فيضوعُ من وجهٍ ضياءٌ مبهرٌ، = والطيبُ من أنفاسهِ ريحاني.

وثراؤهُ من جنَّةٍ، ولعطفِهِ = فرِحَ العدوُّ بلمسةِ التحنانِ.

تتآلفُ الأرواحُ في أبعادِها، = لمحمَّدٍ جلُّ التفاني حاني.

وكلامُهُ وحْيٌ من اللهِ العظيــ = ــمِ وفعْلُهُ نظمُ الحياةِ الثاني.

فترى على كلماتِهِ أحوالَنا، = يستشعرُ الأحداثَ قبل أوانِ.

حسنٌ بهاءٌ رائعٌ متكاملٌ، = دمثٌ خلوقٌ جامعُ البنيانِ.

حمَلَ الرسالةَ، في المضائقِ ثابتٌ، = ثُقْلُ الأمانةِ باهظُ الأثمانِ.

من قومهِ ضُرِبَ النبيُّ بقسوةٍ، = طُرِدَ الرسولُ بتوهةِ البلدانِ.

أدْموهُ، والصبرُ المكينُ صلابةٌ، = هذا الأمينُ معلِّمُ الخلّانِ.

صكَّ المعاهدةَ الوليدةَ شجرةً، = طلقاءَ قالَ لأهلِهِ الفرسانِ.

خَيْرُ اختيارٍ خيِّرٌ وخيارُهُ = في الحقِّ والإنصافِ رمزُ رهانِ.

نظَمَ السلوكَ بدقَّةٍ منظومةٍ، = أعطى السبيلَ سلامةً بأمانِ.

فالأرضُ تحت خطاهُ عطرَ قيافةٍ، = والشمسُ في لمحٍ من الثقلانِ.

والعلمُ من نطقٍ يبوحُ لسانُهُ، = يا سيِّدَ التاريخِ والأزمانِ.

فيكَ الرجاءُ، وأنتَ هَدْيُ طريقِنا، = وسواءُ دربٍ ينتمي لجنانِ.

من حولِهِ عهدُ البطولةِ راسخٌ، = تلكَ الرجولةُ صولةُ التيجانِ.

ويقينُهُ باللهِ رسْخٌ ناصعٌ، = من غدقِهِ كم أُثْريتْ أشجاني.

وسرى على الإحساسِ صفْوَ نقاوةٍ، = وجرى لطيفَ النبضِ في الشريانِ.

وأحبُّهُ حتى الثمالةِ، إنَّني = في عشقِ أحمدَ سامقٌ بهواني.

لمنزِّلِ الذكر المكينِ فصاحةٌ، = إعجازُهُ في أحرفِ القرآنِ.

من بين كفِّيهِ ينابيعٌ سقتْ = عطش الجيوشِ بلهفةِ الظمآنِ.

جذعٌ بكى بحنينِهِ من لمسِةٍ = كانتْ تلامسُ خفَّهُ بمشاني.

من ضربةِ الصخرِ الصليدِ نبوءةٌ، = يمنٌ ستفتحُ، وهْجُها لعنانِ.

في ضربةٍ أخرى تصيرُ بلادنا = في الشامِ عهدٌ للخلافةِ راني.

في ضربةٍ أخرى خريطةُ فارسٍ، = كسرى يزولُ بعهدةِ الإيوانِ.

ينشقُّ في حضنِ السماءِ بنظرةٍ = قمرٌ، ويُبلغُ ناظرُ العربانِ.

وقوائمُ الخيلِ الأصيلِ تغوصُ في = رملٍ، وصاحبُهُ على الكثبانِ.

باضَ الحمامُ على الخيوطِ منسِّقًا = للعنكبوتِ، وخيطِهِ البنيانِ.

ويقولُ لا تحزنْ فإنَّ اللهَ يحــ = مي عبدَهُ يا صاحبَ الهجرانِ.

وسراقةُ الموعودُ عادَ مفكِّرًا = بعدَ السنينِ ينالُ وعدَ زمانِ.

تمشي الملائكةُ الحماةُ لظلِّهِ، = جبلٌ لهُ يهتزُّ من أركانِ.

وتضيءُ من فرحٍ مدينةُ هجرةٍ، = وبموتِهِ في ظلمةِ العميانِ.

ولعابُهُ يشفي العيونَ وطعْمُهُ = عسلٌ دواءٌ باريءُ العيّانِ.

أسرى إلى الأقصى بجنْحِ براقِهِ، = عرجَ السماءَ كفاتحِ البيبانِ.

في توصياتٍ للنساءِ، صلاتِنا، = أدَّى الأمانةَ في هدوء معاني.

نثرَ الترابَ، إذا بهمْ في نومِهم = يتبادلون بلعنةِ الشيطانِ.

خلُصَ المشيدُ بمهْلِهِ متعاظمًا، = واللهُ يرقبُ، في النفوسِ يراني.

وتمارُ روحٌ من مريدِ غداوةٍ، = ومِراؤها تبْعُ العمونِ عداني.

ومحمَّدٌ عهدٌ لحقٍّ مخرج ٍ، = من نارِها بين الرقيمِ بياني.

وسرتْ دلوكُ الشمسِ تجْني حرَّها، = كلُّ الخلائقِ في النهاية فانِ.

بالصدقِ لبَّى وعدَهُ في أمَّةٍ، = صارتْ منارًا، قبلةُ الإحصانِ.

يا أيُّها العربيُّ يا خيرَ البرا = يا أنتَ نورٌ، في الظلامِ نعاني.

أشرقْ، فتلكَ الأرضُ في أجداثِها = موعودةٌ يا سيِّدَ الإحسانِ.

أخْبرْتَ عن أيّامِنا ببساطةٍ، = وترى الغيوبَ برؤيةِ الإيمانِ.

من دينِهِ الدنيا براحٌ مطلقٌ، = في حبِّهِ قلبانِ أو عينانِ.

الشاعر/ أحمد جنيدو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى