استطلاع/تحقيق/ بوليغراف / هستاقتربية وقضايا

حل مشكلة التسويف والمماطلة

يعاني معظم الناس في مرحلة ما من حياتهم من التسويف وتشتت الأفكار، حتى أولئك الأكثر تنظيمًا ودقةً في مواعيدهم وعملهم، ويمكن أن نعتبر هذا الأمر طبيعيًا إذا حدث لفترة وجيزة ولم يترك تأثيرًا مباشرًا على الحياة الاجتماعية والعمل والدراسة، أما عندما يصبح التسويف وتشتت الأفكار عادةً تسيطر على الشخص وتؤثر على مختلف جوانب حياته، يتحول إلى مشكلة حقيقية يجب التعامل معها بحزم والتخلص منها للأبد.
ما هو التسويف؟
التسويف هو عادة سيئة تتضمن تأخير أو تأجيل العمل والمهام المطلوب إنجازها، إما عن طريق القيام بأشياء أخرى أقل أهمية أو عن طريق تشتيت الانتباه بنشاطات غير مفيدة، مثل:
ـ وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدة برنامج تلفزيوني أو أي أشياء أخرى، ويمكن اعتباره شكلاً من أشكال عدم الإحساس بأهمية الوقت، حيث يفضل الشخص ما يريحه بشكل فوري على الفائدة المستقبلية التي قد ينالها من القيام بالعمل وتحقيق الواجبات المطلوبة، والحقيقة أن التسويف هو نتيجة لتشتت الأفكار وقد يكون سببًا لها في بعض الحالات.
ومن أهم الطرق العلمية للعلاج.

https://alhtoon.com/
ـ البدء
– البدء في إجراء أو تنفيذ أي شيء أمر صعب، لكن بمجرد البدء سيبدأ العقل في حث الشخص على مواصلة العمل، ويرجع ذلك إلى ما يسمى بتأثير “زيجارنيك”، والذي ينص على أن الناس يميلون إلى تذكر المهام غير المكتملة أكثر من المهام المكتملة.
ـ لا تعتمد على قوة إرادتك وحدها لتحفيزك على إنجاز أعمالك
أظهرت دراسات أجراها إيان تايلور، باحث في مجال علم النفس الرياضي ويجري أبحاثا حول الدوافع وعوامل التحفيز، أن الناس يفترضون غالبا أن قوة الإرادة هي الحل لمشكلة التسويف والمماطلة.
في الواقع، يمكن أن يفيد هذا العامل بين الحين والآخر. وسبق أن قال تايلور لبي بي سي إن “قوة الإرادة تمثل أحد أنواع الدوافع، لكنها ليست أفضلها. فإذا تصورت أن الدافع يشبه الوقود الذي يوصلك إلى النتيجة التي تنشدها، فعليك إدراك أن بعض أنواع الوقود ذات جودة عالية، بينما تتسم الأنواع الأخرى بتدني الجودة”.

https://alhtoon.com/
ـ إيجاد سبب مهم للقيام بالمهمة
– من الأسهل كثيراً بالنسبة للأشخاص أن يفعلوا شيئاً يقدرونه، لكن نادراً ما يربط الأشخاص بين هذه الحقيقة البسيطة وبين جهودهم للتغلب على مشكلة التسويف.
– يمكن لأي شخص يعاني من مشكلة التسويف، أن يفكر بعمق لبضع دقائق في سبب رغبته في القيام بمهمة ما، فإيجاد سبب وراء القيام بأي مهمة يجعل الأشخاص أكثر حماساً للبدء في تنفيذها.
ـ وجه انتباهك
هناك طريقة أخرى للتغلب على التسويف وهي التركيز على بعض المهام الأسهل التي يجب عليك إنهاؤها. نأمل أنه من خلال تحديد أهداف صغيرة وتنظيم مهامك، ستتمكن من تحديد الأهداف التي يسهل إنهاؤها. من خلال القيام بذلك، ستبدأ في بناء ثقتك بنفسك واكتساب بعض الزخم. إن توجيه الانتباه ناحية هدف واحد يمكن أن يساعدك في التعامل مع مهمة صغيرة واحدة في كل مرة.


ـ تخلص من المشتتات
قد لا تساعد بيئة عملك أو دراستك في مواجهة التسويف. يمكن أن تؤدي عوامل التشتيت إلى عرقلة تقدمك بسهولة، سواء كان ذلك وجود الهاتف بجوارك على المكتب أو وجود التلفزيون في الخلفية. يمكن أن تزيد عوامل الإلهاء هذه من مستويات التوتر لديك وتزيد من التسويف. لذا تعرف على المشتتات حولك وحاول التخلص منها بقدر الإمكان.
– كن واعياً
– الكمالية والخوف من الفشل من أهم الأسباب وراء التسويف، ومن أجل التغلب على ذلك يقترح علماء النفس على الأشخاص أن يبدأوا في الاستماع إلى ما يدور داخل أنفسهم، ويلاحظوا الجمل التي تجعلهم يؤجلون العمل مثل “أريد أن يكون ذلك مثالياً تماماً”.
– ينصح علماء النفس الأشخاص بهز رأسهم عندما يفكرون في مثل هذه الأفكار السلبية، ورغم أن الأمر يبدو طفولياً، إلا أنه وفقاً لدراسة يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من عدم اليقين.
ـ خطط مسبقا
ثمة استراتيجية نفسية يمكنك استخدامها إذا عرفت أن إغراءات أو أسبابا بعينها ستظهر خلال أدائك لمهمة ما وستحدو بك للتسويف في إنجازها. وتُعرف هذه الاستراتيجية باسم “ماذا لو”، وتقوم على تحضيرك مسبقا، لبدائل يمكنك اللجوء إليها لمواجهة هذه الأسباب والإغراءات المحتملة. فمثلا، عندما تكون بحاجة لقضاء عطلتك الأسبوعية منهمكا في إنهاء دراسة ما، بوسعك أن تقرر مسبقا، أنك ستقترح على أي صديق يطلب منك اللقاء خلال العطلة نفسها، أن يُرجئ ذلك إلى ساعات المساء، لكي تتفرغ لأعمالك البحثية خلال النهار.

اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى