إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

المحبة، والحياة الدمية

خالد بركات

‏لا يوجد أي سبب مقنع بأن تيأس من الحياة.. إن كان حزنًا فكن من الصّابرين، وإن كان فراقًا فكلّنا راحلون.

ولا تنسى إن الحياة هبة من الله، وهي ممر وليست مقر بأفراحها وآلامها.

 قصة مقتبسة راقية ورائعة:

الأديب العالمي ” كافكا ” قبل وفاته عاش تجربة عظيمة جدًّا كتب عنها:

بينما كان، في حديقة في برلين لفتت انتباهه طفلة تبكي بحرقة، بسبب أنها فقدت دُميتها؛ عرض عليها أن يساعدها في البحث لكنه لم يجد شيئًا، فاقترح عليها أن ترجع لبيتها وأن يقابلها في اليوم التالي ليبحثوا مجددًا.

لكن في البيت، قرّر ” كافكا ” أن يكتب رسالة على لسان الدّمية للطفلة، ويسلّمها لها في الموعد لأنّه كان واثقًا أنّ الدّمية ضاعت للأبد..

وكانت الرّسالة: (أرجوكِ صديقتي الغالية.. توقّفي عن البكاء، إنّي قرّرت السّفر لرؤية العالم وتعلٌم أشياء جديدة، وأوعدك سأُخبرك بالتّفاصيل عن كلّ ما يحدث لي يوميًّا).

عندما تقابلوا قرأ الرّسالة للطفلة التي لم تتوقف عن الابتسامة والفرحة وسط دموعها. ليست الرسالة الوحيدة بل بداية لسلسلة لقاءات بينهم ورسائل تحكي فيها الدّمية للفتاة عن مغامرات وبطولات بأسلوب ممتع جميل جذّاب.

وبعد انتهاء المغامرات (كتبت في رسائل) أهدى كافكا للبنت دمية جديدة، كانت مختلفة تمامًا

عن القديمة ومعها آخر رسالة على لسان الدُمية: (الأسفار غيّرتني ..لكن هذه أنا).

وكَبرت الفتاة، ولكن بقيت محتفظة بدمية كافكا إلى أن جاء يوم واكتشفت رسالة أخيرة ثانية كانت مخبّأة في معصم دميتها وجاء فيها: (الأشياء التي نُحبّ معرّضة للفقدان دومًا.. لكن الحبّ سيعود دومًا بشكل مختلف).

العبرة: ثروة الإنسان هي حب الآخرين.. إن استطعت فاعبر عبورًا كريمًا في هذه الحياة، لا تؤذي نفسًا، ولا تكسر قلبًا، ولا تجرح روحًا، ولا تُطفئ بسمة؛ فإن الحياة لا تستحق.

اللهم ارزقنا أهل الحياة والمشاعر الصادقة، والأعمال الخيرة، والابتسامات الجميلة، ويحملوا لنا كما نحمل لهم النوايا الطيبة.

رسالة من عبدِ الله لعبدِ الله.

بقلم/ أ. خالد بركات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى