إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

نعم نحن بدو.. فصمتا ‏

موضي المطيري - القيصومة

نحن بدو مهما كبرت منازلنا ومهما تطورت مدينتنا وعانقت بلادنا عنان السماء، نبقى على أصالة البدوي وكرمه وجوده؛ أبوابنا مفتوحة لاستقبال الضيف، وجيوبنا تفرغ ما فيها من أجل إغاثة الملهوف، أصالتنا باقيه ويد العون منا ممدودة حكومة وشعبا في كل حدب وصوب، كرمنا يسبق مكارم الكرماء وإغاثتنا تسبق كل نداء، أقوالنا أفعال، وقلوبنا قلوب الرحماء، أيادينا بيضاء على العالم قاطبة. نعم بدو يعيبنا بها المتشدقون ويظنون أن تطورنا هم أصحاب الفضل فيه وأن تعليمنا هم أساس بنائه، نسوا وتناسوا أن قريش كانت ترسل صغارها للبادية ليتعلموا البطولة ومكارم الأخلاق وتجاهلوا أنهم كانو يأتوننا بحثًا عن لقمة العيش. نعم نحن بدو لكننا جلبانكم كما تزعمون كموظفين في قطاعاتنا التعليمية والصناعية، كمساعدين لنا، وأجير يعمل بأجرته لدينا، ولستم ندًّا لنا أيها الجهلة؛ كنا دولة نامية تنعم بخير أُرسل لها من ربٍّ كريم، ولم نحصل عليه من منّة بشر أوهبة معطي غير هبة الرحمن وحده، ومع ذلك منحناكم شرف العمل لدينا لتحصلوا على لقمة عيش تسدون بها جوعكم وجوع ذويكم، وعندما كبرت البطون من خيرات بلادي وأقمتم في بلادكم المصانع والمتاجر وفاضت من أفواهكم النعم، زاغت أبصاركم وظننتم أن لكم الحق بما نحن فيه ولكم الفضل علينا، لكن لا وألف لا، لا فضل لكم علينا البتة؛ فإن كنتم من علّمنا حرفًا فدولتنا من أنفقت عليكم حق كل حرف مالًا وسكنًا، وكل عاملٍ عمل على أرض بلادي نال أجره أضعاف أجرة أي عامل في بلده.

فليصمت الصامتون.. لو نتحدث عن أفضالنا عليكم بعد فضل الله عليكم لوجدنا أن تواجدكم فقط في أمن وأمان فوق أرض وطني هو نعمة بحد ذاتها، فضلًا عن المميزات الكثيرة الممنوحة لكم من بلادي -حكومة وشعبا- إذن أيها المتشدقون بما لا تعلمون: (صمتًا، فالصمت خير، ولا تمدون أعينكم لما فضَّل الله به بلدي على من سواها، فهذا فضل الله يختص به من يشاء وقد شاء أن تكون بلادي منبع الديانات ومهبط الرسلات وملتقى الأفئدة وقبلة الإسلام وعظمى دول السلام والإسلام قولًا وفعلًا، ويكفينا فخرًا أننا سعوديون، ونحمد الله على نعمة آل سعود، وفي طليعتهم ملكنا سلمان -حفظه الله- وولي عهدنا الغالي محمد بن سلمان عراب الرؤية.

فصمتا أيها الحاقدون وموتوا بغيظكم لن تنالوا منا مأربكم مهما فعلتم.

بقلم/ موضي المطيري – القيصومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى