البيت والأسرةتربية وقضايا

التعامل مع الأطفال بعد الانفصال عن الأب

تواجه الأم بعد الانفصال عن والد أطفالها الكثير من التحديات، ما بين الخوف من الوحدة وتزعزع الشكل الاجتماعي والخوف على نفسية الأبناء بعد الانفصال وغير ذلك. ويظل الأبناء ونفسيتهم هو الأهتمام الرئيسي الذي يجب أن يركز عليه الوالدين بعد اتخاذهما لقرار الطلاق حتى لا يتأثر الأبناء بهذا الأمر ويمكنهم الانخراط في المجتمع بصورة طبيعية.

تأثير الطلاق على الرضع والأطفال

على الرغم من عمر الرضيع وعدم استيعابه للكثير من الأمور، فهو يتفاعل مع التغيرات المحيطة به، خاصة أوقات الشجار الحادّة والتغيّرات الملحوظة في مزاج الأم، مما يدفعه إلى فقدان شهيته وانعدام رغبته في الرضاعة، إضافة إلى حدوث اضطرابات ملحوظة في المعدة وميله إلى البكاء الدائم والخوف من دون أي سبب.

في مرحلة الطفولة يكون في مخيلة كل طفل أن أبويه هما أفضل شخصين على وجه الأرض. يرى الدنيا من خلالهما، وحدوث المشاكل المختلفة التي تؤدي إلى الطلاق يجعل الطفل يفقد الصورة المثالية التي رسمها لوالديه، مما يفقده ثقته في كليهما، وبالتالي يكون رافضاً لأي أوامر أو توجيهات تصدر من الأب أو الأم.

طلاق الوالدين يجعل الطفل في حيرة من أمره، فاقداً للثقة في نفسه خصوصاً إذا كانت العلاقة بين أبويه بعد الطلاق متوترة ، ويحاول كل منهما أن يكسب الطفل في صفه ويسعى إلى إفساد علاقته بالطرف الآخر.

التعامل مع الأطفال بعد الانفصال

وضع خطة بين الأبوين للتعامل مع الأطفال

من الضروري أن يتفق الأب والأم على وضع خطة توضح كيفية التعامل مع الأطفال ومتابعة شؤون حياتهم تحت قيادة الأبوين، فعليهما أن يتفهما أن ذلك من جانب الخوف على الأبناء والتفكير في مصلحتهم، فليس لهم أي ذنب في الخلافات بين الوالدين، ولا يجب أن تؤثر هذه الخلافات على علاقتهم مع الأبناء أو قربهم منهم.

بث الطاقة الإيجابية في نفس الطفل

يجب على الأم أن تقترب من طفلها قدر الإمكان وتشعره بأهميته في حياتها وأنها تعتمد عليه في كثير من الأمور، ويجب كذلك أن توضح له أن هناك الكثير من التحديات التي يواجهها كل إنسان في حياته الخاصة ويجب أن يتحمل المسؤولية ويتعلم كيف يواجهها ويتأقلم مع الظروف المحيطة حتى لو كانت تخالف رغباته.

اتباع طريقة خاصة للتعامل مع الأطفال

يجب أن يكون لدى الأم التي انفصلت عن زوجها طريقة خاصة للتواصل مع أبنائها والاستماع إليهم وتفهم ظروفهم خلال تلك الفترة، سواء كانوا صغارًا لا يفهمون سوى أن الأب لم يعد موجودًا معهم في المنزل ويتساءلون عن سبب ذلك باستمرار أم كانوا كبارًا يوجهون لها الانتقاد المستمر بسبب قرار الانفصال الذي اتخذاه الوالدين دون النظر إلى مصلحة أبنائهم. ويمكن للأم استخدام كلمات أخرى غير الطلاق، حتى توضح لطفلها الصغير الوضع الحالي، بأن تقول له إنها ووالده سيبتعدان عن بعضهما لبعض لفترة حتى يفكرا في بعض الأمور الخاصة بحياتهما العائلية.

إشعار الأطفال بالأمان

يجب على الأم بذل الكثير من الجهود لتشعر أبنائها بالأمان وضمان عدم تسلل شعور الخوف بداخلهم، وعليها الاتفاق مع والد الأطفال على التعامل بشكل طبيعي أمامهم ومحاولة إجراء مقابلة أسبوعيًا تجمع أفراد الأسرة ولو لوقت قليل، حتى لا تتأثر نفسية الأطفال ويشعرون بالبعد عن أبويهم وانهيار العائلة.

تقديم الدعم للأطفال

هناك الكثير من الطرق التي يمكن للأم الاعتماد عليها لتقديم الدعم لأطفالها خلال تلك الفترة الصعبة لتحد من آثار الطلاق السلبية على الطفل، سواء كان ذلك بالمكافآت أو السفر معًا أو عقد جلسات طويلة تجمع الأبناء مع باقي أفراد الأسرة سواء من جهة الأم أو الأب، حتى توفر لأبنائها الاحتواء الكامل ولا يشعران بالبعد عن أفراد أسرهم التي يحبونها، وحتى يحصلوا من الجميع على الحب والاهتمام اللازم في هذه الفترة.
التعامل مع الأطفال بعد الانفصال عن الأب -صحيفة هتون الدولية-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى