إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

تجاربي في الحياة (12): الكاذبون وحياة الهم والحزن

د. عثمان عبد العزيز آل عثمان

قد يفرح شخص يكذب على الناس فترة من الزمن، ونسي بأن الكذب حبله قصير جدًّا، ويفكك أواصر المحبة بينهم، ليدرك أن الكذب هو رأس الخطايا وبدايتها، وهو من أقصر الطرق إلى النار كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “وإيّاكم والكذِبَ، فإنّ الكَذِبَ يَهْدِي إلَى الفُجُورِ، وإِنّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النّارِ وَمَا يزَالُ العبْدُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرّى الكَذِبَ حَتّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله كَذّابا”.(رواه البخاري ومسلم).

قال الله تعالى (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) [الحج 30]، وقال تعالى ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ﴾ [الزمر 32]. وكان الكذب أبغض الأخلاق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فيا من جعل الكذب والخديعة والنصب والاحتيال صفة ملازمة له على طول مسيرته في حياته ، توقف عن الكذب فإن عاقبته وخيمة.

وإليك بعض أسباب الكذب من وجهة نظر علماء النفس لعلك تتوقف عنه لإرضاء الناس، أو لتجنب الإحراج، أو للتأثير على الآخرين، أو لتجنب نتيجة سلبية، وكذلك لتحقيق نتيجة إيجابية، أو لإثارة للإعجاب، أو للحفاظ على كذبة سابقة، كما أن الكذبة تقول: (أختي أختي)، والمعصية تقول: (أختى أختى)، وهكذا يستمر الكاذب وتوالى عليه مصائب الدينا، وكسب إثم وحسرة في الآخرة، يوم لا ينفع مال ولابنون إلا من آتي الله تعالى بقلب سليم وابتعد عن الكذب، وقد ذم الدين الإسلامي الحنيف الكذب واتهام الآخرين كما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

ومن الأجدى  بالكذاب أن يعلم عواقبه السيئة؛ ليتوقف، ومنها: انعدام الراحة والأمن، وعدم الشعور بالطمأنينة، يُمرض القلب، ينقص الرزق، يمحق البركة، الكذب سبب لابتعاد الناس ونفرتهم عنه، والكذب سبب للحرمان من نعمة الهداية، قال تعالى في كتابه العزيز ﴿… إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ﴾ [غافر 28] ففي هذه الآية وعيد من رب العالمين لمَن يتجرأ على هذا الخُلُق البغيض، فتجد أن الكذَّاب محروم وبعيد عن هداية الله تعالى، بعيد عن الصراط المستقيم؛ لأنه اختار الطريق المعوج المظلم؛ طريق الكذب، فكان الجزاء من جنس العمل.

وإلى لقاء قريب فى مقال آخر.. ونسعد بأي ملاحظة مهمة.

بقلم/ د. عثمان عبد العزيز آل عثمان

رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم.

رئيس مجلس إدارة جمعية الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بنعجان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى