إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

إنسانية العصر .. ورجعية أهل الكهف

عائض الأحمد

أشباه البشر وضعاف الأنفس لن تشاهد أفعالهم، ولكنك قد تستشهد بمقولاتهم ومنها؟

“لم يتأذَّ أي حيوان في هذا الفيلم”.. من منَّا لم يقرأ رومانسية الخداع البصري، وانحطاط أفعال الواقع المرئي ونماذجه الحية التي تسيطر على أخبارنا وتغطيها فضائياتهم وهي تبث أفعال هؤلاء “الإنسانيين” ذوي الأحاسيس البشرية “الراقية” التى تبث روحَ الرحمة وتُطمئِنُ مشاهديها أن الحيوانات تتمتع بالصحة والسلامة ولم يمسها أذى، وهذا جميل ونحن ننشده.

لكن هناك “أنفس” تُنتهك حرمتها وأرواح “تدعس” حية، وتنشر دون رحمة أو شفقة، وكأن مكيال هؤلاء القوم و”ديمقراطياتهم” ألعاب أطفال يصح أن تلعب بها ثم تكسرها لترى ما بداخلها ومن أي المعادن صنعت، عالم “ديزني” مليء بما يصنع البهجة وينتزع الغضب؛ ما عليك إلا أن تختار ما يناسبك ثم العب حتى ينفد وقتك ومالك، ثم عد إلى منزلك وأنت خالي الوفاض بلا عقل وبلا هوية.

الحيرة في عصر الألف خطوة “لوحة مفاتيح” و”شبكة عنكبوتية” وصناعة محتوى يقف خلفه أبشع من صنعتهم البشرية، فأمطرت غيومها السوداء عصارة حقد ومقابر أحياء جاهزة يزورها أرذل مفكريهم ثم ينشرون معتقد الرأفة بالحيوان ذي الأربع، والبقاء سر الصنعة الخفي، يلتف حوله أغبياء العالم منبهرين أي عالم هذا وكأن تساؤل مجموعة الحقمى تغطيه أفعال سادتهم وأفراد عصابات القوة التي لا تحمي شعبًا أعزل، ليست إلا نتاج إسفاف يدور حوله أستاذ يستخدم أقل تلاميذه علمًا ومعرفة ويلقي بهم في يم شيطان يرى بعين واحدة فيغرق ويُغرق العالم معه.

سجاد ورادء، يسقيها دم أحمر يعتريهما خفقان الرهبة وهم الظهور وفلاشات الشهرة، سلطان المال أكثر شهوة، وعثرات بسطاء المجلس لن تغنيهم يومًا دهرًا قل أكثر، سردية ليس لها نهاية؛ فكسر قلمك ونثر حبره وذهب بلا رجعة.

خـتـامًـا: الشفقة والرحمة، يا جاري ليست سلفة تقضي بها حاجة من يطلبها.

شيء مـن ذاته: أحملها في قلبي، أسقط كل العالم وأمد لها يدي، أعانقها كالأطفال، أشم حضورها عطرًا فواحًا استلهم لحظاتها شعرًا دارجًا ينشده الشادي.. من منكم مثلي؟

نـقـد: لن يروقك ولست المعني الوحيد به؛ اقلب الصفحة رعاك الله، واعلم أن هناك من ينتظر حبًّا ومن يتربص كرهًا، أوَ ليست هي الحياة فاقبلها كما قبلتها أنا، لا ترهق نفسك فيما أقوله أو تسمعه.. الكلمة إن لم تعنيك فتأكد أنها ستصل لغيرك!.

☘️??☘️??☘️??☘️??☘️

بقلم الكاتب/ عائض الأحمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى