التعامل مع الطفل “كثير الزعل”
يختلف الأطفال في شخصياتهم اختلافًا كبير، ويكون بعضهم حساسًا للغاية ويتأثر بسهولة بما يمر به. ورغم أنه لا حرج في أن يكون الطفل حساسًا، إلا أن تربيته قد تشكل بعض التحديات الأبوية.
ماذا يفعل طفلك عندما يكون منزعجاً؟
عندما يتصرف طفل منزعج بسبب غضبه، هناك أشياء معينة سيفعلها أولاً. وتشمل هذه ما يلي:
يصرخ لتوصيل وجهة نظره
عندما يكون غضبهم شديداً وعميقاً، فسوف يصرخون لتوصيل وجهة نظرهم. إنها طريقة جيدة بالنسبة لهم لإيصال رسالتهم، ولكنها قد تكون مزعجة وفي بعض الأحيان تجعل الأطفال الآخرين يتجنبون هؤلاء الأطفال أو يشعرون بالخوف منه.
يبدو غير مهتم أو مكترث
قد لا يبدو أنهم يهتمون كثيراً بالموقف، خاصة إذا كانوا يعلمون أنك ستعتنين بهم. في هذه الحالة، قد يحتاجون إلى عناق أو شيء ما لمساعدتهم على التهدئة. إذا رأوا أنك ستعتنين بالأمر، فقد لا يرغبون في الغضب أو الانزعاج على الإطلاق.
العناد صفة أساسية
يميل الأطفال كثيرو الزعل إلى العناد، ما يؤدي إلى انزعاجهم منك أو من أحد الوالدين أو حتى من أصدقائهم.
نصائح للتعامل مع الطفل كثير الزعل:
تقبل الطفل كثير الزعل
إذا كان طفلك شديد الحساسية ويزعل بسرعة؛ فلا تحاول تغييره. حاول أن تركز على مواهبه ونقاط قوته. وعندما تشعر بالإحباط بسبب حساسيته، تذكر أن هذه الحساسية هي التي تدفعه غالبًا إلى أن يكون متعاطفًا ولطيفًا مع الآخرين.
واعترف أنه من الطبيعي أن بعض الأشياء التي قد تكون سهلة على طفل آخر، قد تكون صعبًة جدًا بالنسبة لطفلك الحساس. وبدلًا من محاولة تثبيطه، ركز على تعليمه كيفية التعامل مع مشاعره بطريقة مقبولة اجتماعيًا.
علّمه كيفية تحديد وتسمية المشاعر
يمكن أن يساعد تحديد المشاعر وتسميتها طفلك على تنظيم تقلبات مشاعره. لذا علم طفلك كيفية التعبير عما يشعر به بالكلمات.
فإذا توقف طفلك عن شيء ما كان يفعله دون أن يذكر السبب؛ فاسأله عن السبب. على سبيل المثال: إذا لاحظت أنه بعد أن قطعت الشطيرة على شكل مربعات (مع العلم أنه يحبها مقطعة على شكل مثلثات) شعر طفلك بالضيق وتوقف عن تناول الطعاك دون أن يتكلم؛ فاسأله عما إذا كان السبب هو طريقة التقطيع أم سبب آخر.
ضع حدودًا
رغم أهمية التحلي بالمرونة -خاصةً مع الطفل كثير الزعل- إلا أن الانضباط ضروري لتنشئة شخص بالغ مسؤول في المستقبل. فعندما تتخلى عن الانضباط؛ فإنك تحرم أيضًا طفلك الحساس من فرصة التعلم والنمو من خلال مواجهة عواقب أفعاله، وهو أمر ضروري للنمو السليم. لذا تأكد من تأديب طفلك باستمرار عند خرقه للقواعد، فقط حاول أن تعامله بأسلوب لطيف.
استعد لكل شيء
يحب الأطفال الحساسون الروتين ويفضلون معرفة ما سيفعلون بالضبط. لذا، احرص على تهيئته دائمًا قبل أي تجربة جديدة سيخوضها. على سبيل المثال: اصحب طفلك إلى المدرسة، وعرّفه على معلمه قبل اليوم الأول من الدوام، أو شجعه على الذهاب مع أحد أصدقائه. والفكرة هي تعريض طفلك تدريجيًا للتغييرات المختلفة.
امدح جهوده
يحتاج الطفل كثير الزعل إلى الكثير من التشجيع من والديه؛ لذا احرص دائمًا على مدح جهوده دائمًا حتى لو لم ينجح في الوصول للنتيجة الأمثل. ومع ذلك، تجنب المديح المستمر لأنه قد ينعكس سلبًا على احترام الذات.
وبالمثل، فإن مدح طفلك على القيام بأشياء بديهية يمكن أن يمنحه انطباعًا معاكسًا، إذ يظهر ذلك كأنك متفاجئ من قدرته على فعل شيء يفعله الآخرون في سنهم بشكل روتيني.
مثال على مدح الجهود بدلًا من النتائج هو أن تقول: “يعجبني اجتهادك في دراسة مادة الرياضيات رغم صعوبتها”. فأنت بهذا توضح أن العمل الجاد والجهد يستحقان الثناء، حتى لو لم يحصل على علامة كاملة.
ومن المهم أيضًا أن تمدح طفلك عندما يقول الحقيقة؛ إذ يميل الأطفال الحساسون إلى الكذب للهروب من المآزق والمشكلات.
تذكر أيضًا أن هؤلاء الأطفال غالبًا ما يكونون لطفاء للغاية؛ لذا من المهم أن تثني عليهم عند إظهار تعاطفهم مع الآخرين. فهذا يعزز فكرة أن كونك لطيفًا مع الآخرين أمر مهم ويشجعهم على الاستمرار به.
علم الطفل كثير الزعل مهارة حل المشكلات
غالبًا ما يشعر طفلك بالضيق في الظروف الصعبة وقد لا يعرفون كيفية الاستجابة. لذان من المهم أن تعلمه كيفية التوصل إلى حلول، وهذا لن ينقذه من المشكلات فحسب، بل يمكن أن يخفف من توتره وقلقه.
