البيت والأسرةتربية وقضايا

مشكلة التفكك الأسري وأثره على الأطفال

يمكن تعريف التفكك الأسري بأنه خلل أو اضطراب يحدث في الأسرة، فيؤدي إلى حدوث حالة من عدم الاستقرار والتباعد، بين أفراد الأسرة، مما يجعلها أسرة ضعيفة وغير متماسكة، فتكثر فيها المشكالات والنزعات والجدل وسوء التفاهم، وقد تصل الأمور إلى الإهمال ورفع الصوت والشتم والعنف النفسي والجسدي أحيانًا، ويشار إلى أن التفكك الأسري يترك آثارًا سلبية عديدة على الأطفال، وليس على الوالدين فحسب.

أسباب التفكك الأسري

توجد العديد من الأسباب التي تؤثر على استقرار الأسرة، وتُسبب المشاكل التي تؤدي إلى تفكك الأسرة، ومنها ما يلي:

وجود الأب داخل الأسرة شكليًا فقط، مُتخليّاً عن كافة مسؤولياته تجاه الأسرة.

تخلّي الأم عن ممارسة واجبتها تجاه الأسرة. تضارب الأدوار أو المنافسة بين الزوجين، ومحاولة أي منهما السيطرة على مكان الآخر وإلغاء وجوده.

إهمال أحد الزوجين أو كلاهما الناتج عن الإدمان على وسائل الاتصال الحديثة.

الاعتماد على الخادمة أو المساعدة وتسليمها الشؤون المنزلية كافة لتحل مكان الأم والزوجة.

الوضع الاقتصادي للأسرة يُؤثر بشكل كبير على قدرة الأسرة على التماسك، والتواصل فيما بينها، سواء كانت الأسرة تنتمي للطبقة الغنية أو الفقيرة. الطلاق وما يترتب عليه من خلافات ومشاكل، وضغوطات نفسية.

خيانة أحد الزوجين، وما يترتب عليه من مشاكل

. انشغال الوالدين بأعباء الحياة وعدم تخصيص الوقت لقضائه مع أطفالهم.

أنواع التفكك الأُسري

يمكن تقسيم التفكك الأسري إلى نوعين، وهما:

التفكك الأُسري المباشر: وهو الذي يتعلق بالأُسر التي تعرضت إلى تفكك محسوس، إما بالطلاق أو وفاة أحد الوالدين.

التفكك الأسري غير المباشر: ويطلق على الأسر التي تعيش تحت سقف واحد، ويعانون من غياب جسور التواصل بينهم، ويسمى ذلك النوع أيضاً بالتفكك المعنوي.

آثار التفكك الأسري على المجتمع

يؤثر التفكك الأسري في العديد من القيم الحسنة الموجودة في المجتمع، كما يؤثر على مفاهيم المودة والرحمة والتعاون والمسامحة ومساعدة الآخرين.

كذلك فإنه يولد إحباطاً شديداً في نفس الفرد، مما يجعله يوجه اللوم للمجتمع؛ لعدم مساعدته على وقف الظروف التي أدت لتفكك أسرته، فنجد الفرد يتمرد على القيم الموجودة في المجتمع من حب ومودة واحترام وتعاون ومساعدة للآخرين.

أثر التفكك الأسري على الأطفال

يترك التفكك الأسري آثارًا سلبية على الأطفال، ويعتمد أثر التفكك على عمر الطفل وقت انفصال الزوجين، وعلى طبيعة العلاقة بينهما، إذ إن الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين أكثر عُرضة للتأثير عليهم أكثر من الأطفال الصغار والرُّضع، ويترك التفكك الأسري على الطفل آثارًا سلبية في عدة مجالات، كالآتي:

التطور العاطفي: يُمكن أن يُعاني الأطفال من العجز في النمو العاطفي والتي تكون في مرحلة ما قبل المدرسة وتستمر إلى نهاية مرحلة المراهقة، وتستمر هذه الحالة إلى عدة سنوات من انفصال الزوجين، ويُمكن أن يُظهِر الأطفال ردة فعل عاطفية قليلة على الطلاق، والذي يُعرف أيضًا بالقمع العاطفي، والذي يشير إلى كتمان الأطفال لمشاعرهم السلبية، مما يجعل من الصعب معالجتهم نفسيًا.

التطور الأكاديمي: يُمكن أن يُؤدي الضغط العاطفي الناتج عن الانفصال إلى إعاقة التطور الأكاديمي، بالإضافة إلى أن التغير في أسلوب الحياة، وعدم استقرار الأسر المُنفصلة يُساهم أيضًا في ضعف النتائج الأكاديمية.

التطور الاجتماعي: يؤدي الانفصال أحيانًا إلى لجوء الأطفال إلى التعبير عن استيائهم من خلال التنمر والعدوانية تجاه الآخرين، أو يُمكن أن يُعاني الأطفال من مشاعر الاضطراب والقلق، وصعوبة الانخراط في الأنشطة، الاجتماعية كالرياضة، بالإضافة إلى نمو مشاعر عدم الثقة تجاه الديهم، وشركائهم، مما يجعلهم فرسية سهلة للاستغلال المادي أو الجنسي.

مشكلة التفكك الأسري وأثره على الأطفال -صحيفة هتون الدولية-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى