إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

قالوا ماذا تعلمنا من الإنسان

موضي المطيري

قالوا: ماذا تعلمنا من الإنسان

قال:

– تعلمنا من الأسد الشجاعه

– وتعلمنا من النمل التعاون

– وتعلمنا من الكلب -أجلّكم الله- الوفاء

ثم قال: ولكن ماذا تعلمنا من الإنسان؟

والسؤال المطروح إذًا: ماذا تعلم الإنسان من الإنسان؟

وهنا نقول تعلمنا من الإنسان أن له صفات شتى، وله أحوال لا تعد ولا تحصى، وأن الإنسان طباع وسلوك وعلى أساسها يُصنفُ طيبًا وشريرًا كريمًا وبخيلًا، وغيرها من الصفات.

وهنا نجيب على السؤال المطروح فنقول تعلمنا من الأصيل فضيلة الأصالة، ومن الكريم صفة الكرم، ومن الطيبون صفات الطيبة واللطف والرحمة والرقة، وتعلمنا أن الضعيف يعلمنا أن ضده القوي؛ فنتعلم أن القوة في الحق خير من الضعف وأن الرحمة سلاح الأقوياء وخصلة من خصال المؤمنين.

تعلمنا من الشرير أن الشر صفه لا تحبذ، صفة يكرهها الإنسان وإن جدت فيه؛ فكل البشر يحب أن يعامل بالطيب ولو لم يكن أهله، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).

تعلمنا أيضًا أن القسوة سلاح الظالمين، وأن الإنسان يتقاسم صفات الشر وصفات الخير، فلا يوجد إنسان شرير بالمطلق ولا طيب بالمطلق، بل نجد تلك الصفات تتمازج بشكل عجيب ولكن يطفو إلى السطح ويغذي الشخصية ما نغذيه بالسلوك والتهذيب أو نغذيه بالعداوة والبغضاء والكراهية. ومن هنا نتعلم بناء على ما نواجه من صفات، فصفات الشر والبخل والكذب والأخلاق السيئة تُعلم الإنسان أن هناك صفات منفرة وبغيضة لا يحبها الخالق ولا المخلوق، وأن لإنسان المتصف بحسن الخلق وصفات الرحمة واللطف والجود والكرم وغيرها من الصفات الحسنة يعلمنا أن الإنسان يتعلم من الإنسان هذه الصفات ويحبه من أجلها، لذلك نقول: إن الإنسان يتعلم من الآخر عن طريق ما يجده فيه من صفات وبحسب تعاملهم مع بعضهم البعض.

وقد قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

من هنا نتعلم جميعا من الإنسان أن التقوى هي صفة لا يوصف بها سوى الإنسان، ومنها نتعلم أنها أكمل صفات الإنسان، وأنه بها يضع حاجزًا بينه وبين المعاصي وسوء الخلق، وأنها طريقه للجنة. كيف لا والله سبحانه وتعالى يقول { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ}.

أعطى ما أُمرَ بإعطائه من مال أو جاه أو علم، واتقى ما أُمرَ باتقائه من المحرمات، وصدَّق بالحسنى، وهي قول الله -عز وجل- وقول رسوله -صلى الله عليه وسلّم- لأن أصدق الكلام وأحسن الكلام كلام الله عز وجل ورسوله، ووعد الآخرة ونعيمها، أخبر به الله ورسوله فكسب الإنسان بهذه الصفهة حاجز المناعة بفعل الطاعات وترك المنكرات، ومن هنا نقول تعلمنا من الإنسان كل الصفات الجيدة ونقيضها وأن توظيف الجيد منها في حياة البشر يزرع الألفة والمحبة بين الناس.

وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث بين أن كمال الإيمان والإسلام لا يتحقق سوى بقوله: (لا يؤمنُ أحدكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يحب لنفسه)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده).

إن أهم قواعد التعامل عامل الناس كما تحب أن يعاملوك.

بقلم/ موضي المطيري – القيصومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى