إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

صفحة ٌبيضاءُ فاكتبْ

أحمد جنيدو

يحيكُ الليــــــــــلُ أحلامي يطرّزها،

بلونٍ للســـــــــــــــوادِ متانة الجبلِ.

يعلّقُ في خواتمِـــــــــــــهِ فواجعَنا،

لمأســـــــــــــــاةِ البقاءِ بفسحةِ الكللِ.

هي الأيَّامُ ندركُـــــــها بما حملتْ،

وتاجُ الصبـــرِ في زغرودةِ العجلِ.

فكمْ مرَّ الصباحُ بعمرِنا حلـــــــمًا،

وفي ليلِ الحقيقةِ يختفــــــي طللي.

بذاتِ الوجهِ تلحظُـــــــــنا بنبرتِها،

بنطقٍ يفتحُ الآفاقَ للمــــــــــــــــللِ.

أعانقُها وجرحــــــي فاردًا وطني،

وداعُ الروحِ، ما عادتْ مع القبلِ.

تناورني بذاكـــــــــرةٍ على وجعٍ،

يصيحُ الموتُ فوق الكبْتِ والشللِ.

لها نحيا، ولا ندري مصـــــــائرَنا،

حياةَ الزيْفِ نُمضي ، أمْ على الخللِ.

وميزانُ الوجودِ بإصبعٍ بطـــــــــرٍ،

يتوهُ الصــــــدْقُ في دوّامةِ البطَلِ.

بأيِّ طريقةٍ نرجــــــــــو براءتَنا،

على دنــسِ القذارةِ أم على السفلِ.

يصوغُ القبحُ في ســـــــرٍّ ملامحَنا،

نريدُ من النهايةِ رايةَ الفشـــــــــــلِ.

هو الإنصافُ في الدنــــــــيا بآخرةٍ،

ونســــألُ أين ضاعتْ لطخةُ الأملِ.

فلا ماءً يزورُ وجوهَــــــــنا خجلًا،

فقدْ ماتَ الإباءُ وحمـــــــرةُ الخجلِ.

نرى ثورَ اغتصــابٍ في التهاماتٍ،

يقودُ الإثْمَ من قرفٍ ومن نغِــــــــلِ.

يصيحُ الباطلُ المشـــــؤومُ مخترقًا،

صفاءَ الحقِّ في الإنســـانِ في النبلِ.

ويدنو من ســـــحيقٍ صنْعُ مجزرةٍ،

ســــــــــــــلاحٌ للمهانةِ كلفةُ الوجلِ.

يدُ الأقدارِ باســــــــــــطةٌ مداركَها،

وغير اللهِ لا نخـــــــشى إلى الأجلِ.

يداري في خفاءِ الخوفِ فعلتِـــــهِ،

هو الإجرامُ يبنـــــــــي دولةَ المثُلِ.

فتحكمُــــــــنا لصوصٌ من تفرّقِنا،

يقودُ الشــــــرْعَ مخبولٌ بلا خجلِ.

بكتْ أطفالُنا آباءها ظلــــــــــــمًا،

فمُ الشــهواتِ من زبدٍ وفي الضحِلِ.

إلهي إنّنا شــــــــــــــعبٌ مصائبُهُ،

فجاءَ الخرْقُ من جــــــدٍّ ،وفي الهللِ.

فصــــــــــــرْنا وهْنَ أعوادٍ مفتّتةٍ،

يكسّـــــــرُنا الصديقُ برغبةِ الزللِ.

إذا القرآنُ يهدينا ويرشـــــــــــــدُنا،

ونحنُ وراءَ طيفٍ ضاعَ في السبلِ.

خليطٌ من نجاســـــــــــتِهمْ يجرّبُنا،

أيا عيبَ الأصالةِ خلطةُ النُسُـــــــلِ.

تطيبُ بنا النقائصُ عذرنا عيــــشٌ،

فكيف يصيبُ لــــــبٌّ ثورةَ العجَلِ.

تجمّلُنا قناعاتٌ على نكـــــــــــسٍ،

بأنيابِ هوانا آفةُ العَـــــــــــــــــقِلِ.

إذا الإنســـــانُ ما كبرتْ مكارمُهُ،

يضيعُ الرشـــــدُ بين الجدِّ والهزلِ.

إذا الإشــــــــــراقُ في قلبٍ تعتّمُهُ

منابعُهُ، فيرجو لثمــــــــــــةَ البللِ.

حنينٌ يشــــــربُ المغلوبُ نعمتَهُ،

ويرقصُ فوق حقٍّ بائعُ المُــــــثِلِ.

هــــــي الدنيا وما أدراكَ ما الدنيا،

بثوبِ الزيْفِ تحلــــــو نظرةُ الخذَلِ.

بكاءٌ من ضعيفٍ مثلَهُ يبكـــــــــي،

وصوتٌ يرتجي الضـــعفاءَ بالعللِ.

غـــريبٌ أيُّ نفْعٍ في خبـــــــــــائثِنا،

هو الإحــقاقُ موصولٌ مع الأزلِ.

الشاعر/ أحمد جنيدو

من ديوان: “وطن للحقيقة والموت”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى