إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

جثَّتي ومعاركي

أحمد جنيدو

كسرتُ أمانينا وما لي وما لكِ.

فلا تتبعي الأوهامَ خلفَ نيازكي.

تركتُ ورائي داخلي متنكِّرًا،

وعدتُ أطوفُ الخصرَ أخفي شرائكي

أتمْتمُ حزنَ الأغنياتِ محجَّرًا،

بأنَّ المدى لفَّ المدى بمحالكِ.

رسمتُكِ في سطري نبوءةَ شاعرٍ،

وبينَ تفاسيري شراسةَ فاتكِ.

فلا تُرهقي المغلوبَ منْ نازفاتِهِ،

غدًا يختفي المعنى بلمعِ سبائكِ.

أنا الفوضويُّ السَّرمديُّ أيا أنا

أزاولُ في الفوضى تعبُّدَ ناسكِ.

أنا المستباحُ المستفزُّ أيا أنا،

تركتُ ورائي جثَّتي ومعاركي.

فلا تنعتيني بالخيانةِ مطلقًا

أخونُ وجودي قبلَ طقسِ مناسكي.

أدورُ على وهجِ الصِّباحِ وميضَهُ،

وبعدَ اقترافِ النُّورِ أمحو مداركي.

أنا منذُ تكوينِ الحياةِ محطَّمٌ،

دفنتُ بأضلاعِ البلوغِ أرائكي.

سقتني شياطينُ الذُّنوبِ غرامَها،

نسـيتُ على سَـيلِ الرُّجومِ ملائكي.

ولا تسأليني عنْ رؤايَ وموعـدي،

أنا قبلَ تاريـخٍ أصارعُ هالكي.

فلا عيبَ في عرْفِ النِّسـاءِ حملْتُهُ،

ولا خيرَ في رفقِ الودادِ مسـالكي.

تعالي أضمُّ الليلَ في بُـرِّ صحوتي،

خذي زفرةً موتي معَ الموتَ باركي.

وكوني النَّشـيجَ المستمدَّ إلى الصَّبا

وخلِّي صلاتي في الخطيئةِ شاركي.

غداكِ صريعُ العقلِ مجرومَ دفْقِهِ،

يطيبُ شـذوذُ الفكرِ عندَ المهالكِ.

أشـدُّ تباشيرَ الفراغِ بمعصمي،

يداكَ ضحى بالغوثِ جاءتْ بصاككِ

عساكَ تهشُّ الودَّ في ذرْفِ أدمعٍ،

فلا تدَّعي المسعى على لسْعِ شائكِ.

رميتُ سوادَ الجرحِ ردمَ نواظرٍ،

جواهرُنا الوجدُ العميقُ ممالكي.

أيا امرأةً باحتْ روائعَ نظرةٍ،

تُجمِّلُ بالألغازِ بترَ السَّوافكِ.

على دربِ رمضاءِ الأسى مرَّ هاتفٌ

فناوشَ بالهيهاتِ فكَّ الحوالكِ.

طمستُ أنا في أنتِ حينَ أَخَذْتِنِي

بطرفٍ خجولٍ صرتُ صيَّادَ شابِكِ.

الشاعر/ أحمد جنيدو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى