إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

حلق بجناحك المكسور

موضي المطيري

كل الذين اتجهوا إلى الله بأجنحة مكسورة عادوا وهم يحلقون.

لذا.. عندما تجثو عليك الدنيا بهمومها، أبعدها بزفير يعانق السماء وصوت يجلجل في أرجاء الكون (يارب)، ستجده حتمًا يمد لك يد العون وينتشلك من براثن الحياة المؤلمة. وعندما تغرق في بحور الألم وتطرق جميع الأبواب المؤصدة، تذكر أنك تستطيع السباحة نحو خالق عظيم سيحوّل البحر الهائج بآلامك إلى جنة أمن وأمان تسكن بها روحك ويطيب بها خاطرك؛ فقط قل (يارب) وانهض لترفع يد الضراعة للقادر الجبار، سيجبر كسرك ويزيل همك ويمنحك قوة الصبر على قضائه وقدره، فقل (يا الله).

عندما تهيم في غياهب الحيرة وتنقطع أنفاسك من ثقل الأعمال أصرخ في كهوف الألم مستغيثا بالمغيث الذي يراك في سكناتك وحركاتك وقل (يا مغيث أغثني)، ستجده تجاهك يمنحك الغوث ويقتلع شوك ألمك وحزنك، هنا قل (يا رب). وعندما تعصف بك عواصف الهموم غرد بقولك (يا رب) وستنجلى عنك أعاصيرها. واعلم أن من لا يغفل عنك ثانية هو خالقك سبحانه؛ فتوجه له في العسر واللين، واجعل لسانك رطبًا بذكره دائما وأبدًا فهو يرعاك ويحميك ويحرسك، يدبر أمرك ويسهل عسرك ويرزقك كل أصناف الرزق من صحة ومال وجاه، وغيرها من نعمه التي لا تُحصى، غني عن عباده لا طاعة تنفعه ولا معصية تضره، كل أعمالك نفعها لك فقط وإثمها عليك، ولكن نحن بشر غافلون، ما عبدنا الله حق عبادته، فكن وثيق العرى بالله، أحسن عبادته ليكون عينك التى ترى بها ويدك التى تبطش بها، فكن مع الله يكن معك، وقل يارب خذ بيدى إلى التقوى ومن العمل ما ترضي 

بقلم/ موضي المطيري – القيصومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى