إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

قفْ على فيصلِ الزَّمانِ

أحمد جنيدو

سيفرُّ الجرحُ الثَّخينُ يراعا.

فاكتبي بعضي، ملهمي ما استطاعا.

لمْ أجدْ في عينيكِ تحنانَ أمِّي،

إنَّ قلبي في الحزنِ يغري الضَّياعا.

سيلوبُ الوجهُ البريءُ قصيدًا،

بينَ أشتاتِ الوهمِ شعري أشاعا.

أو ملكتُ السَّماءَ في سطرِ عشقٍ،

عادَ لي في الأشواقِ مالَ انصياعا.

ينحني تحتَ الرُّكبتينِ ذليلًا،

ويعيدُ الأشجانَ فينا انطباعا.

يشتفي منِّي في زوالِ حصوني،

ويدكُّ النَّبضَ الجذامَ اجتراعا.

كاملٌ في النِّصفِ المليءِ فراغي،

ناقصًا أمشي في الفراغِ ابتلاعا.

عمقَ لجِّ البحارِ يخبو وجودي،

أيَّ نشوى تبقى الوجودَ صراعا.

وصراخي يجدِّفُ الموتَ سهلًا،

آخرُ الأنفاسُ انتهتْ بي شراعا.

فلقتْ موجاتِ الهوى كلماتٌ،

لمْ تزلْ في الهوى تضيقُ اتِّساعا.

جرحُنا المنسيُّ انتشى من غُلاةٍ،

كيفَ يغوي ذاك البقاءُ ارتفاعا.

في ظلالِ الأرضِ المدمَّاةِ جذري،

وحياةٌ لا تستنيرُ قناعا.

وخريفٌ يمضي إلى مشتهاهُ،

ينثرُ الأبعادَ البهيَّةَ صاعا.

نجزعُ الوقتَ والوصول طنونٌ،

فيضيعُ العمرُ القصيرُ دفاعا.

وصغارٌ سيلهثونَ فرادى،

لسماءٍ حجُّوا حينَ طافوا وداعا.

قدْ تكونُ الأهوالُ برقَ هدانا،

إذْ عرفنا أينَ الخلاصُ أضاعا.

مذْ ولدنا في الأرضِ نرضعُ موتًا،

ما الذي خانَ الموتَ حتَّى نطاعا.

يشبهونَ الجميعَ في أمنياتٍ،

فيعيشونَ القهرَ كي نُراعى.

همْ قليلٌ في زحمةِ الحربِ عاشوا،

كيفَ نصحو؟! ونحنُ مُتنا جماعا.

أسفي يا بغدادُ ضاعَ فراتٌ،

وعذارى الماءِ انتهينَ قِصاعا.

كنَّ في شطِّ الحبِّ ماسَ معينٍ،

يبرقُ الليلُ في العيونِ شعاعا.

أو صلبْنَ الأثداءَ عندَ جرارٍ،

يهفو الصَّدرُ للغليظِ اجتراعا.

فوقَ أشوارِ الشَّامِ باعوا حليبًا،

كيفَ ننجو؟! والحلمُ صارَ مشاعا.

ودمي في طنطورةِ الموتِ جرسٌ،

يقرعُ الرُّوحَ لليقينِ ذراعا.

قفْ على فيصلِ الزَّمانِ حدودًا،

وجهُنا الحاني للمآذنِ باعا.

صمتُكَ الخانعُ الفظيعُ حصانٌ،

يركبُ الوهمُ، يكتفي مستطاعا.

قمْ تحرَّرْ واكتبْ حروفَ نحيبٍ،

ساعةُ الحقِّ قدْ تعرَّتْ خداعا.

الشاعر/ أحمد جنيدو

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى