إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

تأبينُ شاعرٍ

أحمد جنيدو

في الأقاصي شــاعرٌ جنحا.

كتبَ الحزنَ القصيْ ومحى.

ومضى يسهو بذاكرةٍ،

شوقَهُ الممسوسَ لو ذُبحا.

طافَ حرفاً باكياً وغدا

نِقطةً سوداءَ فانمسحا.

وشكى مرَّ الفراقِ، كبا

صدرُهُ المدفونُ وانجرحا.

في سجونِ الذَّاتِ أغنيةٌ،

وطنٌ باكٍ شجى التَّرحا.

شاعرٌ يهذي قصائدَهُ،

دمَهُ المغليَّ قدْ منحا.

إنْ رأيتِ القلبَ أسطرَهُ،

فاعلمي إنَّ الفتى سمحا.

هوَ يقتاتُ الوغى ألماً،

نزَقُ المعنى بهِ سُفحا.

حاولي جرَّ الغيابِ لهُ،

فهناكَ السِّرَّ قدْ لمحا.

وهناكَ اللهُ يرزقُهُ

قدسَهُ النُّوريَّ ما كُبحا.

شعرُهُ يخفي قداستَهُ،

كلَّ أبوابِ الرُّؤى فتحا.

ويُعرِّي الحزنَ تذكرةً،

فوقَ أوهامِ المدى طفحا.

سافرَ التَّأليهُ في دمِهِ،

ماتَ كي يستلهمَ الفرحا.

وطوى في عِفَّةٍ فمَهُ،

كانَ قدْ قالَ الأنا نضِحا.

أسرجَ الليلَ الجثيمَ كرى

صهوةً للرُّوحِ أو نُفحا.

حينَ أردى في سرائرِهِ

من لظى الكتمانِ قدْ لُفحا.

شوَّروا القبرَ الغريبَ شجى

فقضى إرثاً بما شرحا.

يا رفيقَ الدَّربِ ماتَ بنا

شاعرٌ يبكيكَ منشرحا.

فتَّقَ الأبعادَ اشرعةً

وصدى في التِّيهِ قدْ شلحا.

فرَّقَ الأحزانَ بوصلةً،

يهتدي العنوانَ منسرحا.

تعبرُ الأوزانَ قصَّتُهُ

صورًا، في ضوئِهِ جمحا.

والأنا فحوى هويَّتِهِ،

وخرافاتِ الأنا ربحا.

في الأعالي فكرةٌ نضجتْ

هي معنى: شاعرٌ جنحا.

الشاعر/ أحمد جنيدو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى