إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

أُحِبُّكَ، أَعِز

أحمد جنيدو

أَعِزْ،

رِمْشُكَ المخْمَلِيُّ عَذَارَى الضِّيَاءْ.

وَنطْقُكَ قِيْثَارَةٌ شَرَدَتْ فِي الفَضَاءْ.

وَرَعْشُكَ أُغنِيَةٌ صَدَحَتْ فِي الِليَالِي،

وَنَادَتْ بِنَغْمَتِهَا الغُرَبَاءْ.

أَفِقْ، نومُكَ اللَاسَجِيْنَ يُعَاتِبُ حُزْنَ المَسَاءْ.

قَنَادِيْلُ ليلِكَ فَاضَتْ عَلَى نَجْمَةِ الفُقَرَاءْ.

بِخُبْزٍ وَنَارٍ وَدِفْءِ غِطَاءْ.

تَجَرَّدْ مِنَ الحُسْنِ موْلَايَ ثَانِيَةً،

وَاعْتَلِ الوَهجَ رُوحًا، سَأُغمِضُ فَجْرًا،

أَضُمُّكَ عِشرِينَ لونًا، وَحَاجَةَ مَاءْ.

تَكَاثَرْ عَلَى أَضْلُعِي نَبْضَةً لِبَهَاءْ.

تَشَظَّ، تَنَاثَرْ فَرَاغًا، وَأَنتَ سَبِيْلُ الهَنَاءْ.

أُحِبُّكَ فِي زَمَنِ المُلْحَقَاتِ،

أُحِبُّكَ فِي زَمَنِ الأَغْبِيَاءْ.

أُحِبُّكَ، لَكِنْ (أَخَافُ التَّشَرُّدَ فِيْكَ)،

(أَخَافُ التَّحَضُّرَ فِيْكَ)،

(أَخَافُ التَّخَلُّفَ فِيْكَ)،

فَأَنتَ بِرُوحِي امْتِدَادٌ إلَى لَا انْتِهَاءْ.

تَعَالَى كَثِيْرًا،

فَمِثلُكَ فِي الأَرْضِ ضَربُ مُحَالٍ،

وَنَمْ فِي عُيُونِي عَظِيمًا، أَيَا مَنبَعَ الكِبْرِيَاءْ.

أَعِزْ، صَمْتُكَ الفوضَوِيٌّ أَثَارَ جُنُوْنِي،

وَأَرْدَىْ النَّشِيْدَ لِهَاوِيَةٍ، فَبَكَى فِيْكَ صوْتٌ،

تَنَامَى خَيَالًا، إِلَى أَنْ نَسُوا الشُّعَرَاءْ.

أَيَا أَيُّهَا الغَامِضُ المُتَصَاعِدُ فوقَ الجمِيعِ،

شَمَمتُ وُجُودَكَ مِنْ مَطَرِ البِيْلَسَانِ،

رَأَيتُ سَنَاكَ مِنَ الأَرْجِوَانِ،

شَعَرتُ بِرُوحِكَ تَطفُوْ عَلَيَّ،

تَطُوْفُ بِأَرْجَاءِ جِسْمِي،

عَلَى الأُمْنِيَاتِ، عَلَى لَسْعَةِ الاِصْطِفَاءْ.

سَأُزْهِرُ حُبًّا، فَأَنْتَ العَطَاءْ.

إِلِيكَ أُعُودُ،

إِلِيكَ أُسَافِرُ حُلْمًا يُرَفْرِفُ فوْقَ السَّحَابِ،

وَطيرًا شَرِيْدًا أَضَاعَ الغِنَاءْ.

كُلُّ القَصَائِدِ تَقْذُفُنِي أُغْنِيَاتٍ،

وَأَنتَ الهَدِيْلُ، وَأَنتَ الصَّهِيْلُ،

وَأَنتَ الحَقَائِقُ فِي الاِنْتِشَاءْ.

أُحِبُّكَ أَكْثَرَ مِنِّي، أُحِبُّكَ حَتَّى النُّخَاعِ،

ضَلِيْعُ الجمَالِ، وَمُعجِزَةُ المُعجِزَاتِ،

أَمِيرُ عُيُونِي وَقَلبِي فَرِيْدُ الأَدَاءْ.

أُحِبُّكَ، أُسْجَنُ حَرْفًا، وَأَكْتُبُ فِيْكَ النَّقَاءْ.

أُحِبُّكَ، أَخرِجُ مِنْ قُمْقُم الصَّمتِ،

أَدْفَعُ نَبْضِي، يَرَاكَ النِّدَاءْ.

أَنَا لَسْتُ سَطْرًا عَلَى دَفْتَرِ اللَاوُجُوْدَ،

سَأُمْنَحُ مِنْكَ الجنُوْنَ، سَأُمْنَحُ مِنْكَ الحَيَاءْ.

لِوَجهِكَ قَافِلَةٌ مِنْ طُيُوْبٍ،

لِرُوحِكَ أَرْضُ الجنَانِ، وَأَجْنِحَتِي تَبرَأُ الرِّيْشَ،

تَعْشَقُكَ الآنَ وَالحِيْنَ وَاليومَ وَالغَدَ،

أَعْشَقُ عُمْرِي لِأَنَّكَ فِيْهِ،

أُحِبُّ الحَيَاةَ لِأَنَّكَ فِيْهَا الوَفَاءْ.

أُحِبُّكَ فِي لَغْوَةِ الفَجْرِ، وَالشَّمْسُ إِنْ عَانَقَتْ أَرْضَنَا،

تَأْخُذُ الإِذْنَ مِنْ سيِّدِ العُظَمَاءْ.

تَكَلَّمْ، فَمِثلُكَ مِنْ يَسْتَطِيعُ صِيَاغَةَ حُلْمٍ،

بِرَفَّةِ رِمْشٍ،

بِأَوَّلِ نطقٍ سَيَبْدَأُ زَحْفُ الصَّفَاءْ.

وَتَجْلِسُ كُلُّ العَصَافِيْرِ حُوْلَ يَديكِ،

وَتُعْلِنُ شَمْسُ الشُّرُوْقِ طُلُوْعًا مِنَ الظَّهْرِ،

وَالفَمُ عِطرًا يَفُوحُ، فَخُذْ حُلْمَنَا مَعَكَ،

الحُلْمُ مِنْكِ إِلِيْكِ، وَأَنْتَ تُسُوِّرُ هَذَا الوُجُوْدُ،

وَفِي الجسْمِ أَنْتَ الدِّمَاءْ.

أَعِزْ، يَا حَبِيْبِي بِدُوْنِ كَلَامٍ سَآتِي،

أَرَاكِ الثَّوَانِي، بِكُلِّ الوُجُوْهِ،

وَكُلِّ العُيُوْنِ، أَعِزْ،

فَأُحِبُّكِ، قُلْ مَا تَشَاءْ،

الشاعر/ أحمد جنيدو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى