إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

اضرب حيث (يؤلم)‏ – Hit where it Hertz

علي عويض الأزوري

تعتمد الصحافة بعض الأحايين في أخبارها على اختيار عناوين مثيرة لتجذب القارئ للخبر الذي يكون خبرا عاديا. ومن تلك العناوين:

– عض كلب رجلا. (عنوان عادي لا يلتفت إليه أحد)، لكن:

– عض رجل كلبا. عنوان مثير للقراء فالكل يتصفح الجريدة أو الصحيفة لقراءة الخبر غير المألوف.

هذا العنوان Hit where it Hertz وردني في البريد الإلكتروني من جريدة التلغراف البريطانية التي من ضمن الصحف والمواقع التي لي اشتراك بها. وهو من تلك العناوين الجاذبة، والذكاء هنا أن من اختار العنوان تلاعب على مفردة Hertz الشركة العالمية لتأجير السيارات والفعل hurts (يؤلم/ يوجع) فالمفردتين لهما نفس الصوت مع اختلاف المعنى وهو ما يسمى في اللغة الإنجليزية (HOMOMPHONES  وتعني كلمتين أو أكثر لهما نفس النطق والصوت مع اختلاف المعنى).

وعندما فتحت الصفحة الرسمية كان العنوان:

Hertz sells off 20,000 electric cars as drivers stick with petrol

Rental giant expects to take £190m hit after blaming weak demand and high repair costs

شركة هيرتز تبيع 20 ألف سيارة كهربائية بينما يلتزم السائقون بالبترول (البنزين)

تتوقع شركة التأجير العملاقة أن تتلقى ضربة/ خسارة تقدر ب 190 مليون جنيه إسترليني بعد إلقاء اللوم على ضعف الطلب وارتفاع تكاليف الإصلاح.

قرأت المقال الذي كان بتاريخ 11 يناير 2024 للكاتب جيمس تيت كوم James Titcomb ومما ورد فيه: أن الشركة عكست خططها لتوسيع أسطول سياراتها الكهربائية بشكل كبير.

تقوم الشركة ببيع مجموعة من الماركات والموديلات ولكن من المتوقع أن يتم الاستغناء عن آلاف سيارات تسلا. تم بالفعل إدراج أكثر من 600 سيارة للبيع على موقع السيارات المستعملة الخاص بها. أعلنت شركة هيرتز قبل ثلاث سنوات، عن خطط لشراء 100 ألف سيارة كهربائية من طراز تسلا، وهي الخطوة التي دفعت القيمة السوقية لشركة تسلا إلى أعلى من تريليون دولار أمريكي. ومع ذلك، قالت هيرتز إن تأجير السيارات الكهربائية أثبت أنه أقل ربحية من السيارات التقليدية، كما أن تكاليف إصلاح السيارات كانت أعلى. لا يزال السائقون أيضًا يريدون سيارات تعمل بالبنزين أو الديزل. وقالت هيرتز إنها “ستعيد استثمار جزء من عائدات بيع المركبات الكهربائية في شراء مركبات ذات محركات الاحتراق الداخلي لتلبية طلب العملاء”. وبالإضافة إلى الموافقة على شراء 100 ألف سيارة تيسلا، فقد التزمت هيرتز بشراء 65 ألف سيارة من شركة بولستار، شركة الكهرباء التابعة لشركة فولفو، وقالت العام الماضي إن ربع أسطولها سيكون كهربائيًّا بحلول نهاية عام 2024. وقالت الشركة إن قرار بيع آلاف السيارات تم اتخاذه “لتحقيق توازن أفضل بين العرض والطلب المتوقع على المركبات الكهربائية” وأن “هذا سيضع الشركة في وضع يمكنها من التخلص من عدد غير متناسب من الإيجارات ذات هامش الربح المنخفض وتقليل نفقات الأضرار المرتبطة بالمركبات الكهربائية”.

من خلال قراءتي للمقال تعلمت أشياء جديدة مثل EV وهي اختصار لكلمتين Electric Vehicle مركبات/ سيارات كهربائية، وحثني على البحث ومشاهدة بعض التسجيلات المرئية (فيديوهات) عن السيارات الكهربائية واختلاف وجهات النظر بين أخذ ورد في التعاطي مع مسألة السيارات الكهربائية.

كانت البداية مع قناة فوكس التي استضافت بيورن لومبورغ رئيس إجماع كوبنهاغن الذي يناقش الدفع نحو السيارات الكهربائية والأثر الباهظ الذي ستحدثه على الولايات المتحدة. قال المذيع أنهم استضافوا قبله وزير النقل Pete Buttigieg بيت بوتيجيغ والذي قال إجابة عن سؤال وجهته له القناة عن انخفاض مبيعات السيارات الكهربائية هذه السنة(2023) وعن عدم رغبة العملاء(الزبائن) في شرائها: ستكون سنة من التقلبات ويعود السبب أنهم لم يتمكنوا من تخزينها بالسرعة الكافية، ونشاهد الآن صعودًا وهبوطًا في الطلب. لا أعرف الكثير ممن يظنون أن الأمريكيين في 2050 سيقودون تلك المركبات ذات التكنولوجيا القديمة التي ورثناها من القرن العشرين والتي تعتمد على الاحتراق الداخلي.

انتقل المذيع للضيف بيورن لومبورغ وسأله: نرى شركات تخسر أموالًا بسرعة كبيرة في أقسام السيارات الكهربائية، ولدينا مستهلكين ليسوا شغوفين بشرائها، لا سيما أن أسعار البنزين بدأت نسبيًّا في الانخفاض، لماذا في رأيك الانخفاض في المبيعات؟

ومما قال: السيارات الكهربائية مفيدة في أشياء وغير مفيدة في أشياء أخرى، وعلق على كلام وزير النقل الأمريكي بقوله: إن الإدارة الأمريكية تتوقع أن يكون 20% من السيارات في 2050 كهربائية إلا إذا طلب الساسة ألا يتملك الناس السيارات التي اعتادوا عليها. ثم تحدث عن الطاقة والحاجة للغاز والنفط في الوقت الحالي وأن السيارات الكهربائية تحتاج لهذين المصدرين لتوليد الطاقة الكهربائية التي تستخدم في تسيير السيارات الكهربائية.

ثم تحدث لومبورغ عن اعتقاد الناس أنه بطريقة سحرية سنتحول للاستغناء عن الوقود الأحفوري في وقت قصير. وطبقًا لدراسات حديثة ستكون تكلفة الحصول على صافي الصفر*net zero 27 تريليون دولار في 2050. وأضاف أن إيلون ماسك على حق عندما قال إننا نحتاج إلى التحول/ الانتقال، لكن عندما يكون فعالًا والتكلفة أقل.

شاهدت تسجيلا مرئيا آخر(فيديو) عن اختراع جديد في السويد وهي الطرق الإلكترونية “في قلب السويد، تُحدث الطرق الكهربائية، المعروفة باسم الطرق الإلكترونية، ثورة في وسائل النقل. تم تزويد هذه الطرق بقضبان كهربائية، مما يتيح للمركبات الكهربائية إعادة الشحن بسلاسة أثناء سفرها. تخيل عالمًا تنزلق فيه المركبات الكهربائية على طول الطرق السريعة، مما يؤدي إلى التخلص من التوقفات المتكررة لإعادة الشحن ومعالجة القلق بشأن النطاق. توفر الطرق الإلكترونية الراحة والاستدامة من خلال تقليل الحاجة إلى البطاريات الكبيرة والموارد غير المتجددة، مع جعل المدن أيضًا أكثر هدوءًا. تعمل الطرق الإلكترونية من خلال الشحن الموصلي ضمان نقل آمن للطاقة من الطريق إلى السيارة. تعد السلامة والتوافق أمرًا بالغ الأهمية، مع العزل والتصميم متعدد الاستخدامات. يوفر الشحن الاستقرائي راحة بدون تلامس”.

هذه حقيقة ثورة تكنولوجية وعلمية صناعية تساعد في تسريع عملية استبدال السيارات المنتشرة والشائعة في وقتنا الحالي بالسيارات الكهربائية.

وشد انتباهي تسجيل مرئي فيديو من BENZINGA.COM وخبر يقول:

تفوقت شركة BYD على شركة Tesla باعتبارها الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية الأكثر مبيعًا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023 في الصين، على الرغم من أن Tesla ظلت في المرتبة الأولى للعام بأكمله. باعت BYD أكثر من 1.6 مليون سيارة تعمل بالطاقة الجديدة (بما في ذلك السيارات الهجينة) في عام 2023، بزيادة 73% عن العام السابق، مقارنة بمبيعات تسلا البالغة 1.8 مليون سيارة كهربائية، بزيادة 38%. تستفيد شركة BYD من الدعم الحكومي القوي للسيارات الكهربائية في الصين، وسوقها المحلي الضخم، وأسعارها الأقل من شركة Tesla.

ظهر تقرير آخر من قناة فوكس يتحدث عن قانون شحن المركبات الكهربائية في ولاية إيلينوي والذي يوجب أن تكون العقارات الجديدة قادرة على استخدام السيارات الكهربائية بدءًا من عام 2024. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن لأصحاب العقارات والجمعيات الخيرية تقييد السكان بشكل غير مبرر من تركيب شواحن السيارات الكهربائية.

يطول الحديث عن السيارات الكهربائية والمعلومات والتقارير والمقابلات كثيرة وثرية، وتتمحور حول التكلفة العالية والحياد الصفري.

من وجهة نظر شخصية كل شيء في البدايات يكون مكلفًا وصعبًا، لكن لا شيء مستحيل. هناك أخطاء ومحاولات بعضها ينجح والبعض الآخر يكون مصيره الفشل، لكنه قابل للتصحيح والتحسين.

 فيما يتعلق بالحياد الصفري* فإن مبادرة الأمير محمد بن سلمان ” السعودية الخضراء” والتي بدأت أولى خطواتها تدعم طموح المملكة المتمثل في تحقيق هدف الحياد الصفري بحلول عام 2060 م عبر تبني نموذج الاقتصاد الدائري للكربون، كما تعمل على تسريع رحلة انتقال المملكة نحو الاقتصاد الأخضر. وتسعى المبادرة إلى تحقيق ثلاثة أهداف طموحة تتمثل في تقليل الانبعاثات الكربونية، وتشجير المملكة، وحماية المناطق البرية والبحرية.

والسيارات الكهربائية في يوم ما ستكون هي وسيلة النقل بدلًا عن السيارات الحالية بأسعار منافسة وفي متناول الأكثرية.

أرجو أن أقود سيارة كهربائية في القريب العاجل لأبدي وجهة نظري بكل حيادية.

بقلم/ علي عويض الأزوري

*(هو مفهوم يشير إلى تحقيق التوازن بين كمية غازات الدفيئة المنبعثة إلى الغلاف الجوي والكمية المزالة منه، أو بمعنى آخر تقليل أو إزالة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وخاصة ثاني أكسيد الكربون (CO2)، وكما تقول الأمم المتحدة: “الصفر الصافي يعني خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى أقرب ما يمكن إلى الصفر قدر الإمكان، مع إعادة امتصاص أي انبعاثات متبقية من الغلاف الجوي، عن طريق المحيطات والغابات)

** جميع الترجمات لي لأن المقابلات والتقارير مكتوبة بالإنجليزية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى