إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

آخرُ الحلمِ

أحمد جنيدو

آخرُ الحلمِ أراها تتباهى،

يكتوي الخوفُ منْ نزْفِ جراحي.

يصفعُ الصَّمتُ حنيني،

دونَ وعدٍ تتنامى،

تعبرُ الجَّدْبَ بلا مسعى،

هدىً يسهو على شقِّ صباحي.

مثقلٌ بالحبِّ قلبي، مفعمٌ بالنَّصرِ صبري،

ولهُ في سوءةِ الوجدِ ارتياحي.

يسبحُ النُّورُ على العينينِ،

ما زلتِ تنامينَ دمائي.

أجمعُ الصُّوتَ احتفالًا بعزائي.

أنتِ أخرى تلدُ الوقتَ، تناديها رياحي.

خطَفَ السرُّ مناجاتي،

كأنَّ السِّرَّ لا يعرفُني،

لا يشبهُ اللونَ على وجهي،

ولا يغمضُ جفنًا،

لا أخافُ الشُّوقَ من أعماقِ قلبي،

قدْرَ ما أخشى جراحي.

مثلُكِ الأمُّ بعيدِ الحبِّ،

روحًا ترضعُ الشَّمسَ نداءاتي،

وتغدو وطنًا ملتهبًا عندَ السَّماحِ.

سقطتْ أنثى على أمنيةٍ، نامَ الوَلَدْ.

كلُّ مأساةٍ يناديها البَلَدْ.

نصفُ أحلامي تناستْ صوتَ إيمانِ الجَّسَدْ.

يعبرونَ الموتَ حينًا، آخرُ الدَّربِ فناءْ.

يحملونَ العمرَ في كفٍّ،

ينامونَ على حلمِ البقاءْ.

كيفما مرُّوا على العيشِ،

وذاتُ الموتِ آياتُ الرَّجاءْ.

عبروا، يحرسُهمْ صيفًا شتاءْ.

بردُهمْ يقتلُهمْ، والقمرُ الحارسُ خيَّالُ المساءْ.

أُمُّهمْ ثكلى تبلعُ الرِّيقَ كشوكٍ،

في صحونِ الجُّوعِ أفضالُ الدُّعاءْ.

آخرُ الحلمِ تراهمْ يلعبونْ.

في سوادِ الخوفِ سرًّا يكبرونْ.

يحصدونَ الخيرَ من قتْرٍ،

كفافُ العيشِ منهمْ، لا يزالُ الحلمُ يعدو….

يعبرونْ.

يحلمونْ.

يشرقونْ.

يبصرونْ.

الشاعر/ أحمد جنيدو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى