إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

أخطأتُ.. فقبِّليني!

عائض الأحمد

السلوك الإنساني وعادات الناس جزء من حياتهم وتعاملهم إن لم يكن هو المتحكم في مصائرهم، صعودًا وهبوطًا، إنها طبيعة بشرية ليس لك أن تُغيِّرها، وإنما عليك أن تتعامل معها كما هي، أو ليسوا بشرًا من “لحم ودم”؟.

لا تعتقد أن فلانًا من الناس “آلة” تتحرك بنظام دون أن تعلق بعض “تروسها” في بعض، فتقف منتظرة “الميكانيكي” لإصلاحها، عامل الناس كما هم على هيئة بشر، واقبل منهم الخطأ قبل الصواب لتعيش متعة الأخطاء فهي مؤشر كبير على حقيقتك ومدى استيعاب من حولك، وهنا فقط تستطيع أن تقيس أي إنسان أنت، أو تظن أن المنطق سيحاسبك على فضائل من حولك وهم يسيرون في خط مستقيم لا عوج فيه، وأنت تشير لهم بالبنان ما أجملهم لا يصدر عنهم غير الحلم والأناة، انظروا ماذا يفعلون إنهم من عجائب الدنيا أقف حيرة في البحث خلف نوادر ندرتهم أين هؤلاء من أخطائكم!.

يقال إنَّ زارع الورد قد يتخطاه مقاصد وجود تلك النبتة المؤذية التي توسطت حديقته دون أن يعلم سبب وجودها ولكنها اكتسبت وعاشت على غذاء تلك الأزهار التي تحيطها من كل جانب بل وتظللها وهي لا تعلم بأن مجرد هذا الوجود هدر كبير وقسمة جائرة لو كان الأمر لها لما سمحت بذلك، ولكنه القبول وليس التمييز بأنهم الأفضل والأحسن وكأن المشيئة لا تعني شيئًا في كل هذا.

الخطأ يأتي في نهاية الأمر حينما تضعه عقبة في إكمال مسيرك ويظل هاجسًا تستحضره في كل عثرة، وقد تستدعيه وأنت في أقرب لحظاتك إلى الكمال لتفسد بياض الصفحة بخطوط متشابكة أخذت من سنواتك أيامًا من الألم وساعات من الندم، غطت إشراق نهارك وسمر ليالي أُنسك حتى ظننت بأن تلك الأيام رحلت إلى غير عودة، فإذا بها تعود أكثر رضا وبهجة، وتغاضى وكأنك تقول أنا هذا.

كن صادقًا مع هفواتك وانقلها بعد ذلك إلى سلة المهملات التي أفرغتها وأقسمت أنها لن تعود، وضع قبلة على وجه الزمن دون أن تثير حنقه، فتصبح أسير أفعالك ونديم أقوال أنت لم تسع لها، لكنها أتتك مع أقدار لم تكن أنت صانعها، واطلب الغفران ممن يستحق أن تطلبه وليس ممن يقصد استصغاره.

خـتـامًـا.. هي لم تكن خيارًا لك؛ بل عديلة روح وسكن استوطنتك، تصعد وتهبط مع أنفاسك، لا يشبهها شيء، هي الفعل وردته، نجمها عالٍ؛ الوصول إليه يحتاج عمرًا آخر أنت لا تملكه.

شـيء مـن ذاتـه: حديث النفس أقرب إلى بركان خامد لا تعلم متى يثور.

سِـمـة: الحب ليس مجرد علاقة مُميزة تظهر في تصرفاتك أمام الآخرين، لكنه المودة والسكن والتغاضي وغض الطرف، وهذه لن تستطيع لها سبيلا إلّا إذا شعرت أن حياتك تحت قدميك.

نـقـد: سأُكررها حتى تسمع لينقلها عني جيل “السبعينيات” متعدد الثقافات، تستطيع أن تأخذ منه وتعطيه دون حرج.

☘️??☘️??☘️??☘️??☘️

بقلم الكاتب/ عائض الأحمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى