إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

تونج تونج

علي الأزوري

كنت أشاهد ليلة البارحة فيلم Criminal (المجرم)، وقصة الفيلم باختصار زرع ذكريات وأسرار ومهارات العميل (بيل بوب) في ذهن المجرم (جيريكو ستيوارت) باستخدام تقنية طبية متطورة، تسمى “التحويل العصبي”، والتي تسمح بنقل البيانات من دماغ إلى آخر. هذه التقنية تم تطويرها من قبل الدكتور فرانكس، وهو عالم عصبي مشهور، يعمل مع السي آي إيه.

كان الهدف من هذه العملية هو استخدام ذكريات العميل المتوفى للوصول إلى معلومات حساسة عن موقع مجرم دولي يهدد الأمن العالمي.

– عندما كنت طالبًا في كلية التربية بالطائف فرع جامعة أم القرى بين الأعوام 1403-1406 درست عام 1405مادة سلوك حيوان وهي مادة اختيارية من قسم الأحياء، كان أستاذ المادة بروفيسور محمد الريَح من السودان، ومما قاله آنذاك أن العلماء في الغرب قاموا بتجربة على 12 فأرًا أبيض، وضعوا ستة منها في الظلام والستة الباقية في النور، ثم أخذوا نخاعها الشوكي وزرعوه في 12 فأر أبيض أخرى؛ وجدوا أن الفئران التي كانت تعيش في الظلام إذا تعرضت للضوء تهرب للظلام، على عكس الفئران التي كانت تعيش في النور؛ واستنتجوا أنه يمكن نقل الذاكرة من إنسان إلى آخر، لكن من يقدم رأسه للتجربة؟!.

– كنت أنشر شيئًا من قصائدي في أواخر التسعينات ميلادي في مجلة (سطور) التي تصدر في مصر، وفي أحد الأعداد قرأت دراسة بعنوان (سر الخلود)، ومما ورد في تلك الدراسة أن العلماء كانوا في حيرة من بعض الكروموسومات التي لم يعرفوا وظيفتها، ثم اكتشفوا أنها لإطالة العمر، واستطاعوا مخبريًّا أن يطيلوا عمر الإنسان سبعة أضعاف.

– ظهر في أواخر التسعينات ميلادي الاستنساخ الحيواني والنباتي، تلاه الاستنساخ البشري وينقسم إلى: (أ) الاستنساخ الجنيني، (ب) الاستنساخ العضوي، (ج) الاستنساخ الخلوي (التنسيل).

– أفلام الخيال العلمي التي ظهرت في أوائل القرن العشرين مثل فيلم مترو بوليس في عام 1927وهو فيلم صامت بالأبيض والأسود قدم الصورة الأولى للروبوتات. ويروي الفيلم قصة مخترع تمكّن من صنع رجل آلي. وفي الوقت الراهن، لا يمكن اعتبار هذه الفكرة مثيرة للإعجاب نظرًا لوجود العديد من الروبوتات في العالم التي تتطور بشكل مستمر. وفي سنة 2014 طور عالم ياباني ربوتا قادرًا على القيام بالعديد من الوظائف مثل الجري وفتح الأبواب. هناك فيلم ملحمة الفضاء Space Odyssey تنبأ بالعديد من الأمور على غرار أجهزة الحاسوب اللوحية والسياحة الفضائية، لكن العنصر الأكثر بروزًا في هذا الفيلم كان برنامج سكايب. وفي سنة 2001، لم يستخدم أي شخص الدردشة المرئية إلى أن أطلق برنامج سكايب لتتحول بذلك فكرة الفيلم الخيالية إلى واقع. والهواتف الذكية في مسلسل ستار تريك Star Trek، والآلات الطائرة في فيلم بليد رانر Blade Runner، والسيارات ذاتية القيادة في فيلم Remember All.

– قرأت في بداية الألفية الثالثة عن زرع شرائح صغيرة في رؤوس بعض الأشخاص لأغراض وأهداف محددة. قلت لأحد أصدقائي (بناءً على المعلومات والمعطيات السابقة قبل مشاهدتي لفيلم Criminal) وكنا نجلس في المكتب حيث كنا نعمل: تخيل أنه بعد 20 مليون سنة بعد استنساخنا وزرع شرائح ذاكرتنا أننا نجلس هنا ونتذكر ملايين السنوات التي مرت وقد تقدم العلم ولم نعد نعيش على الأرض وإنما في كواكب أخرى.

– قرأت قبل أيام أن باحثون يطورون جلدًا اصطناعيًّا يتفاعل مع الألم مثل البشر. واليوم قرأت أن مجموعة من الباحثين الصينين نجحوا في تطوير أول طفلة رقمية تعمل بالذكاء الاصطناعي في العالم وهي تحمل اسم “تونج تونج” والتي تعني الطفلة الصغيرة بالصينية.

وبحسب ما أوضحه معهد بكين للذكاء الاصطناعي BIGAI المطور لها، فإن “تونج تونج” مبرمجة للتعلم من خلال تفاعلها مع العالم الرقمي الذي تعيش فيه، فإذا رغبت في الوصول إلى لعبة في مكان أعلى من قدرتها على الوصول إليه، فتبدأ في البحث عن كرسي صغير لتقف عليه وتمد يدها لتحضر ما تريد دون أي تدخل بشري من الباحثين. ويعتمد تقييم قدرات “تونج تونج” على اختبارات تركز على خمس مناطق وهي: (الرؤية، والإدراك، والحركة، والتعلم، واللغة)، كما أن الطفلة الرقمية يمكنها اكتساب قيم جديدة على مستوى القدرات النفسية ورغبتها في البقاء وصولًا إلى القيم الشعورية والاجتماعية إلى جانب اكتساب قيم التعامل مع المجتمع.

لو جمعت كل ما سبق.. هل يمكن عن طريق الذكاء الاصطناعي أن نوجد عينة من البشر بمواصفات خاصة، بعبارة أخرى توليفة من أناس متميزين وتنقل لهم الذاكرة للقيام بمهام خاصة وخارقة؟

إن العقل والتفكير الإنساني ليس له حدود ولا قيود، والمستقبل يحمل الكثير من المفاجآت لبني الانسان.

بقلم/ علي عويض الأزوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى