إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

كنت أظن

وداد الإسطنبولي

من خلال قصةٍ قصيرة عليَّ أن أنهيها خلال التدريب في ورشة مجلس إشراقات ثقافية، تلك الورشة التي يتم توجيهها للكتابة للطفل لمدة خمسة أيام متتالية في مجمع السلطان قابوس الرياضي الشبابي.

وباطلاعنا على ملحق دراسة وملخص عن تاريخ سلطنة عمان، للدكتورة نجية بنت محمد السيابية، كانت حصيلة ذلك أن كتبنا كتابة تشويقية تعريفية لما في الملحق؛ ليتعرف الطفل على تاريخ عمان، وكنت أعلم وأجزم أني لن أعاصر السطور في الفكرة؛ وصدقًا كنتُ أظنُ أن الأمر هيّن وربما تساهلت في طرح الموضوع لهذه الفئة الصغيرة، ولكن وجدت صعوبة كبيرة في خوض هذه التجربة التي وجدتها ضليعة.

استوقفني الحس الجمالي الذي تلمسته من خلال الوصف لهذه الفئة، وكيف ستكون طريقة السرد التشويقية لأثير ذلك الفضول الصغير، وما الأحداث والشخصيات التي أَختارُها ليتتبع هذا الينبوع الطري قصتي ويتأثر بالموقف أو الإرشاد والتوجيه ويهتدي بعقله لما يريد.

حين أنظر إلى فلذة الأكباد وأسرح في ملكوت هذا الجيل، ودخول التحديثات الجديدة والإلكترونيات وبرامج التواصل يبعث القول في نفسي أن الحياة تغيرت وأصبحنا في حالة من الفوضى في بحر هذه التحديثات المعقدة، فما سبيل العودة إلى الملاذ الصحيح لندرك هذا الجيل ونحافظ عليه من خلال لبنة صحيحة وأسلوب تربوي. ولم أجد سوى الأدب وفنه، من خلال أسطر تنتقي الكلام واختيار السرد الجميل الأمثل الجاذب.

وبما أن الإنسان كائن قابل للتغير فأتمنى أن يجد هذا الطفل الحس الإدراكي والانسجام مع هذه القصص. ولا أُخفيكم.. فقد استأذنت من الطفل الذي بداخلي فلربما هداني إلى الطريق السليم، فغبار الزمن قد صدأ في بعض جوانبي، وهل الطفل الذي بداخلي ينتمي لهذه الطفولة.

هي مسؤولية كبيرة أن نبني هذا الأدب لنُشعرَ الطفل بحس المسؤولية تجاه ما نغرسه من قيم بالسرد بما يتناسب مع سنِّه، وفي الوقت ذاته مسؤولية الأسرة تجاه أبنائها.

وما أعظم القرآن الكريم في تربية البشرية جميعها بقصصه التي ترتقي بالأقوال والأفعال ليكون نموذجا يُحتذى به.

تعلمتُ أني لا شيء أمام هذا العقل الصغير بعالمه الكبير. لم أصل إلى ذلك القلم الذي يؤهلني أن أغوص في أغوار بحره الواسع وأصل إلى عمقه، ولكن لأني أحب التجديف والمغامرة، ولا أعرف المستحيل؛ سأقترب من قصتي وسأستمتع بإكمال التجديف على سطورها.

ودمتم بود.

بقلم/ وداد الإسطنبولي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى