إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الكلمة والتصرف وأثرهما

خالد بركات

– ليس سهلًا أن تخلق لنفسك روحًا محببة.. ولا شخصية جذابة، ولكن من السهل أن تكون خلوقًا ليرتاح بقربك الآخرون. (مانديلا)

راقت لي برونقها:

المبدع هنري فورد مؤسس شركة فورد الشهيرة لصناعة السيارات كان ينوي تعيين شخص في منصب ما في شركته، فاختار اثنين من نفس الجامعة ونفس التخصص ودعاهم لتناول العشاء معه في أحد المطاعم. وبعد العشاء بينما خرجَ الجميعُ من المطعمِ، قال فورد لأحدهما: لقد تمَّ تعيينك في المنصب، وقال للآخر: أعتذرُ منكَ لن تكون ضمن فريقنا.

استجمعَ الشَّابُّ المرفوضُ شجاعته، وقال له: سيد فورد، هل لي أن أسألكَ سؤالًا؟

 فقال له: تفضل

قال: نحن لم نتحدثْ عن الهندسة، ولا السيارات، ولا الجامعة، تحدَّثنا في الأمورِ العامةِ فقط.

 فلِمَ تمَّ توظيف صديقي ورفضي أنا؟

فقال له: لسببين اثنين:

الأول: صديقك تذوَّقَ شريحةَ اللحمِ ثم أضافَ إليها ملحًا، وأنتَ أضفتَ الملحَ قبل أن تتذوقها، يعجبني الأشخاص الذين يُجرِّبُونَ الأشياءَ قبل محاولة تغييرها.

الثاني: كان صديقك مؤدبًا مع النادلين؛ يقول: شكرًا، وآسف. أما بالنسبة لك فكانوا غير مرئيين تمامًا، وكنت مؤدبًا معي فقط. القائدُ الرائعُ الذي يريدُ أن يتركَ أثراً في عمله عليه أن يتعاملَ مع الجميعِ على أنهم بشر.

العـبـرة: تصرفاتٌ صغيرةٌ تُنبئُ بالكثير.

‏للكلمة الطيّبة تأثيرٌ يفوق التصوّر، ولعظيم وَقعها ضرب الله بها مثلًا كشجرةٍ طيّبة أصلها ثابِت وفرعها في السماء. فكم من كلمة أزاحَت همًّا، وبدّدت حُزنًا، وشرحَت صَدرًا، ودفعَت نَفسًا للأمام؛ فجودوا بها ما استطعتم، وأغيثوا قلوبَ من حولكم بها. طوبَى لمن طابَ لسانه ولانَت كلمته.

اللهم أزل آلامنا، وامنحنا القوة لنهزم ضعفنا، واشعرنا بفرح يمحو الحزن من قلبنا بإرادتك.

رسالة من عبدِ الله لعبدِ الله

بقلم/ أ. خالد بركات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88