إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

التشوه التنسيقي

علي عويض الأزوري

(أكد معالي وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان، الأستاذ/ ماجد الحقيل، أن معالجة التشوه البصري في المدن على رأس أولويات منظومة العمل البلدي، بما يعكس صورة لائقة عن المملكة وشعبها، فضلا عن تعزيز الوعي والسلوك الحضاري بأهمية المحافظة على البيئة وحماية المرافق العامة. جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها الوزارة، بشأن برنامج معالجة التشوه البصري، أحد مبادرات برنامج جودة الحياة ضمن برامج رؤية المملكة 2030، وفرض مجموعة من الأنظمة واللوائح لتفعيل تلك الضوابط، بجانب العمل على تعديل ثقافة وسلوك المواطن والأعمال التشغيلية بما يتماشى مع تحسين المشهد الحضاري العام. وبَيَّن أن نهج الوزارة يقوم على توازي مسارات وجهود التحسين في جميع الأمانات وفقا للإطار الزمني المخطط، من أجل إحداث نقلة نوعية في ذلك الملف على صعيد مدن وأحياء المملكة،) *

– أعدت وفرضت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان جدولا بمخالفات التشوه البصري؛ وذلك جهد تُشكر عليه لتحسين المنظر في شوارع مدننا بما يتوافق مع رؤية 2030، حتى تكون المملكة وجهة سياحية واقتصادية/ استثمارية للعالم أجمع.

وقد بدأت الرؤية تؤتي ثمارها في كثير من مناحي وجوانب الحياة. لكن لماذا لا تطبق الوزارة مفهوم (ابدأ بنفسك) وتعالج التشوهات الإسفلتية التي تنتشر في شوارع الطائف وجدة، وهما المدينتان التي أسكن في الأولى وأزور الثانية بصورة متكررة.

تشكو الكثير من الشوارع في المدينتين من أنيميا إسفلتية ويلبس بعضها (كاروهات) من طبقات الإسفلت، ناهيك عن الحفر التي تشوه السيارات ونفوس سائقيها. أجزم أن أمين محافظة الطائف ومحافظة جدة لا يقودون في تلك الشوارع بسياراتهم الفارهة، وأنا على استعداد أن أقود سياراتهم وهم ينعمون بالجلوس في المقعد الخلفي وأتجول بهم لساعة واحدة فقط، فإن استطاعوا الصبر والاستمرار من القفز عاليًا ويمينًا وشمالًا من جراء الحفر التي تضرب رأسَ السائق في عجلة القيادة، وتسير السيارة في متاهة من الحفر من العيار الثقيل، فلهم مني عشاءً فاخرًا واعتذارًا رسميًّا، مع التعهد بالمشاركة تطوعًا في عمليات (ترقيع) تلك الشوارع.

– أما المطبات الاصطناعية والتي يزيد ارتفاع الكثير منها عن أسنام البُخت وتكون كمينا خصوصا في الليل لأن الأمانة لم تكلف الشركة المسؤولة عن صبغها بلون يختلف عن لون الإسفلت لتصبح ظاهرة وواضحة للسائقين، وهي تصيب السائقين والسيارات بتلفيات وأضرار بعضها مستدامة.

– يغيب التنسيق بين الجهات المسؤولة في كلتا المدينتين، حيث نرى بعد أن يتم رصف وسفلتة الشارع ومنظره يسر الناظرين قيام شركة ما بوضع لوحات وصبات إسمنتية، ويبدأ الحفر ولوحات مكتوب عليها: نأسف لإزعاجكم ونسعى لراحتكم. ثم يبدأ سفلتة تلك الحفرة الطويلة العميقة وترى اختلاف اللون عن اللون الأول وهو ما أسميته (كاروهات) وهي موضة كانت في السبعينات والثمانينات ميلادي، خصوصا في الجاكيتات (حيث يتدرج اللون من الداكن إلى الفاتح) ويتحول الشارع في منظره من يسر الناظرين إلى يسوء الناظرين.

– ملايين الريالات تُهدر بسبب التفرد بالرأي وعدم الجلوس على طاولة بيضاوية أو مستديرة بين الجهات المسؤولة عن تخطيط المدن والبدء بالبنية التحتية من حفريات للمياه والمجاري والاتصالات والكهرباء، ثم تكون السفلتة المرحلة الأخيرة.

أقترح أن يوضع جدول من وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان لتعويض المواطنين عما يصيبهم من معاناة نفسية وأضرار لمركباتهم وأجسامهم من تشوهات الشوارع البصرية والإسفلتية، وأتطوع لوضع الغرامات على الوزارة والأمانات.

بقلم/ علي عويض الأزوري

———————————————

*وزارة الشؤون البلدية والقروية 23-1-2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى