إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الشاشة الإلكترونية .. ولكن

خالد بركات

يقول المعلم كمال جنبلاط: “سيصبح العالم قرية عالمية كونية”

وهكذا أضحت اليوم بفضل الله..  وبفضل أهل العلم الذين ساهموا بتواصل كافة الشعوب فيما بينها في كل أرجاء المعمورة، وساهمت بوصول شعوب إلى القمر. واللائحة تطول بالتطور والتقدم والازدهار بما فيه خير لخدمة الإنسان والبنيان، لكن تصرفات بعض المتطفلين أصبح التواصل الاجتماعي، أحيانًا سببًا للتفكك الإجتماعي..

غرباء وجمعتنا شاشة إلكترونية، لكن ” إنما المؤمنون أخوة “أرواح نقية مهذبة.

لكل منا قصة ما، نمر من جانب بعضنا، نتفاعل مع حروف تلامس أرواحنا، نفرح سويًّا، نحزن، نتألم، ونواسي بعضنا.

لم نلتقِ بكل الوجوه ولكننا التقينا بالحروف.

أسعد الله كل عين هنا تتابعنا باستمرار.

علينا أن نوجه هذه الرسالة بكل محبة ونقاء:

يا بني .. إن جوجل، والفيس بوك، وتويتر، والواتساب وجميع برامج التواصل، بحرٌ عميق جدًّا.. لكن أحيانًا ضاعت فيه أخلاق بعض الناس، وسقطت فيه العقول، منهم الشاب، ومنهم ذو الشيبةـ وابتلعت أمواجه حياء العذارى، وهلك فيه خلقٌ كثير، فاحذر التوغل فيه.  بل كن فيه كالنحلة، لا تقف إلا على الطيب من الصفحات، لتنفع بها نفسك أولًا ثم الآخرين.

يا بني .. لا تكن كالذباب يقف على كلّ شيء، الخبيث والطيب، فينقل الأمراض دون أن يشعر.

يا بني .. إياك وفتح الروابط، فإن بعضها فخٌ وتدبير وشرٌ كبير، وهكر وتهكير، ودمارٌ وتدمير.

يا بني .. اعلم أن هذا الشيء يُتاجر لك في السيئات والحسنات، فاختر بضاعتك قبل عرضها، فإن المشتري لا يشاور.

 يا بني  .. إياك ونشر النكات الهابطة والإشاعات المغرضة، واحذر النسخ واللصق في المحرما..

يا بني .. قبل أن تعلّق أو تشارك راجع ضميرك الحي، وفكّر إن كان ذلك يُرضي الله أو يغضبه.

يا بني .. لا تُعول على صداقة من لم تراه عينك، ولا تحكم على الرجال من خلال ما يكتبونه؛

فكم من رجل مثقف هو أكبر السفهاء،

وكم من جميل هو أقبح القبحاء،

وكم من كريم هو أبخل البخلاء،

وكم من شجاع هو أجبن الجبناء،

وكم من متعلم هو أول الجهلاء.

يا بني .. احذر الأسماء المستعارة، فإن أصحابها لا يثقون في أنفسهم، فلا تثق فيمن لا يثق في نفسه، وإياك أن تستعير اسمًا فإن الله يعلم السر.

يا بني .. لا تجرح من جرحك، فأنت تمثل نفسك وهو يمثل نفسه، وأنت تمثل أخلاقك وليس أخلاقه، وتذكر فكل إناءٍ بما فيه ينضح.

 يا بني .. انتقِ ما تكتب، فأنت تكتب والملائكة يكتبون، والله من فوق الجميع يراقب ويحاسب.

تعب الروح والجسد لا تخف معاناته إلا برضاه..

اللهم ابعد عنا المتاعب والهموم والأوجاع، وأهل الكذب والخداع والقناع والرياء.

حفظنا الله وإياكم من شر الأشرار وكيد الفجار.

رسالة من عبدِ الله لعبدِ الله

بقلم/ أ. خالد بركات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى