إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

احترموا غبائي لأحترم ذكاءكم

علي عويض الأزوري

رُوِيَ أَنَّ عَبْدِ اللَّه بِن أُنيسٍ الْجُهَنِيِّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَال: يَا رَسولَ اللَّه، إِنَّ لي إِبِلًا وَغنَما وغِلمَة، فَأُحِبُّ أَنْ تَأْمُرَنِي بِلَيْلَةٍ أَدْخُلُ فِيهَا؛ فأَشهَدُ الصَّلَاة وَذَلِكَ فِي شهرِ رَمَضَان، فَدَعَاه رَسول اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ فَساره فِي أُذُنِهِ، فَكَانَ الْجُهَنِيُّ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ دَخَلَ بِإِبِلِهِ وَغَنَمِهِ وَأَهْلِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ؛ إِذَا صلَّى الْعَصْرَ؛ ثُمَّ لا يَخْرُج عَنْهُ إلّا لِحَاجَةٍ؛ حَتّى يُصَلِّي الصبح، ثُمّ يَخْرُجُ إلَى أَهْلِهِ؛ فَقِيلَ : لَيْلَةَ الْجُهَنِيّ.

– تنتشر هذه الرواية على تطبيقات التواصل الاجتماعي وتتكرر كل عام لإشغال الناس بليلة القدر والجزم بأنها ليلة الثالث والعشرين من رمضان.

– سأناقش الرواية من ناحية عقلانية ومنطقية.

يدخل الجهني بإبله وغنمه وأهله إلى المسجد إذا صلى العصر

كم عدد الإبل والغنم التي كان يملكها؟

كم عدد أهله؟

ما مساحة المسجد ليستوعب تلك الأعداد؟

– لا يخرج إلا لحاجة

ماذا عن روث الإبل، وكرس (روث) الأغنام التي تبقى معه لساعات، أليس ذلك مما يسبب وجود قذارة في المسجد؟

ثم يخرج إلى أهله

– تقول الرواية أنه يدخل بأهله إلى المسجد

هناك تناقض في الرواية من الرواية ذاتها.

– بحثت في عدة مصادر ومنها صحيح البخاري ومسلم والباحث الحديثي والدرر السنيّة فلم أجد لهذه الرواية أصلا.

أجمع كثيرون على أن هذه الرواية ضعيفة ومكذوبة ولا يصح الاستشهاد بها.

أرجو أن نتوقف عن نشر الروايات والأحاديث المكذوبة والضعيفة والمنكرة، ونحن في عام 2024 حيث وسائل البحث متطورة ومتوفرة وبإمكان الناس الحصول على المعلومة قبل أن يقوموا من مقامهم، لكننا للأسف ما زلنا أمة شفوية نسمع بآذاننا ولا نبحث.

بقلم/ علي عويض الأزوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88