ما أحسنَ الصدقَ في الدنيا لقائله … وأقبحَ الكذبَ عندَ اللهِ والناسِ.
إنَّ العبد الصَّادِق لا يرى نفسهُ إِلَّا مُقَصِّرًا؛ فمن عَرِفَ اللهُ وعَرِفَ نفسَهُ لم يرَ نفسهُ إلَّا بِعَين النقصان.
يستقبل بعض الناس كل عام اليوم الأول من شهر نيسان بعادة الكذبة لممازحة الأصدقاء.. وتعددت العناوين عن رواية وتاريخ انطلاقها، بعضهم قالوا إنها اقتبست من بيئة غير بيئتنا وهي عادة قبيحة وسخيفة، والبعض يستخدمها للضحك واللهو، والبعض تمادى فيها حتى الأذية.
إن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة.
ما أجمل الحياة في ظل الصدق والمصداقية، والشفافية، والإنسانية، والعطاء والكرم، والحب والود، والتكافل والتعاون، والثبات، والوضوح.
لكل شخص بصمة يمتاز بها عن الغير، وتبقى البصمة لن تزول حتى بعد رحيلك، وللأسف؛ إن بعض الأشخاص بصمتهم الكذب. البعض بصمتهم الحكمة، والبعض بصمتهم الصدق والمصداقية، والبعض بصمتهم العقل والعقلانية.
ولكن الأخلاق الحميدة تجمع جميع البصمات؛ فتشبث بصدق أخلاقك لترتقي بصنع بصمتك.
كن إنسانًا صادقًا قولًا وفعلًا مع نفسك أولًا، ومع ربك ثانيًا، ثم مع الناس فتكسب القلوب؛ فلا تستغبي أحدًا ولا تكذب ولا تفتري على أحد.
الصدق لا يقتل أحدًا، لكن الكذب يقتل.
حقًّا .. إن الكذب يسقط هيبة الإنسان، لذا تحرَّ الصدق أينما كنت، فهو زادك نحو ما يعترضك من مصاعب في الحياة. بالصدق ترفع رأسك، أما بالكذب فتضع نفسك في مواقف خجولة، الكذب يهبط بك لمستنقعات أنت بالغنى عنها فكيف تبرر عدم مصداقيتك بين أناس اتخذوا الوفاء بالعهود وتأدية الأمانات شعارًا بحياتهم؛ من أجل ذلك ادفع الكذب عنك وتسلح بالصدق فهو منار العقول الراقية التي تسعى دومًا للتألق.
الصادق يسير بين الجموع، وعلى الدوام يكون دائمًا في المقدمة، والكاذب يسير وحده.
اللهم أكرمنا برضاك، وبقول الصدق ليزيل آلامنا ويمنحنا القوة لنهزم ضعفنا ويشعرنا بالفرح.
رسالة من عبدِ اللهِ لعبدِ الله.
بقلم/ أ. خالد بركات
