إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

ليس كل مرة تسلم الجرة

خالد بركات

قال الشيخ محيي الدين ابن عربي:

البصر ناظر العقل والبصيرة هي ناظر القلب، وأعلى درجات العلم الحكمة، والحكمة هي منتهى إتقان العلم، والحكمة درجات أعلاها البصيرة، والبصيرة هي نور العقل المستمد من نور القدس، وأعلى درجات العقل البصر، لأن إدراك الشيء على ما هو عليه بذاته.

ليس كل مرة تسلم الجرة

هو مثل عربي قديم  مشهور ومتداول جدًّا حتى اليوم في الأدب والإعلام، وكثيرًا ما تردد على مسامعنا في الخطب والتلفزة والأحاديث قديمًا وحديثًا، وهو ذو معنى ودلالة عميقة، بل ويحمل في طياته نصيحة ذهبية وحكمة بليغة، فهل تعلموا ما هي القصة الواقعية لهذا المثل العربي القديم (ليس كل مرة تسلم الجرة).

اليكم في ما يلي القصة المقتبسة لهذا المثل العربي القديم (ليس كل مرة تسلم):

في قديم الزمان كانت هناك امرأة تسير على طريق مُتعرج وبه بعض الحجارة والحُفر وكانت تحمل في يدها جرةً من الفخار، فتعثرت المرأة بسبب حجر وسقطت على الأرض ولحسن الحظ لم تنكسر جرتها، فقامت المرأة لتستكمل طريقها كأن شيئًا لم يحدث، لكن رآها شيخ كبير كان جالسًا تحث شجرة فقال لها صائحًا: ليس كل مرة تسلم الجرة

وذلك كنصيحة منه لها حتى تنتبه أكثر للحفر في طريقها أو تتجنب السير بهذا الطريق المليئ بالحجارة والحفر وتختار طريقًا آخرَ حتى تسلم جرّتها من الكسر، فلما وصلت المرأة إلى بيتها حكت القصة لأهل بيتها وجاراتها.

الـعـبــرة:

أصبحت تلك العبارة بعد ذلك مثلًا عربيًّا مشهورًا، يدل على ضرورة الحذر من الأخطاء التي نسلم من عواقبها بالصدفة في المرة الأولى، وعدم تكرار المُغامرة الناجحة فليس بالضرورة تنتهي بنفس النتيجة السليمة دائمًا.

ولكل من يكذب، أو يحتال أو يغش، أو يستغبي الناس ويستخف بعقولها، ويعتبر ذلك ذكاء منه، نقول: فليس كل مرة تسلم الجرة.

أو لكل من يسلك طريق الاستخفاف والاستلشاق بموضوع ما، أو عند النجاة من أية حالة خطرة، أو لمن يخالف قوانين عامة، أو إهماله بقواعد أساسية، نقول: ليس كل مرة تسلم الجرة.

اللــــهم إنا نسألك نورًا نهتدي به، وعلمًا ننتفع به، وخيرًا نستغني به، ورحمةً منك وعفوًا ويقينًا.

رسالة من عبدِ اللهِ لعبدِ الله.

بقلم/ أ. خالد بركات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى