إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الرأي والرأي نفسه

علي عويض الأزوري

تدور نقاشات فكرية بين صديقي الدكتور ربيع جان وبيني على تطبيق الواتس آب، وأصدقكم القول إنني أعاني فكريًا وذهنيًّا وأحيانا نفسيًّا من تلك المناقشات. هناك فروقات بين ربيع وبيني، فهو لا يملك قطيعًا من الماعز يطارده كل يوم، وأنا أملك قطيعًا، ليس لديه فريق من البساس/ القطط التي يتوجب عليه تغذيتها يوميًّا وأنا أستمتع بمصاحبتها نهارًا، وتعلمت منها ومن المعزى الشيء الكثير يفوق ما تعلمته من البشر. هناك عصافير وطيور مختلفة تحط على شباك المطبخ يوميًّا وأضع لها ما لذ وطاب من أنواع الدخن والذرة البيضاء والصفراء. هذا عناء جسدي ويضيف الأخ ربيع عليه عناء فكري ليحفزني على الكتابة وأن أسطر ما يدور في باله وفي نفسي على صفحات الوورد.

نتناقش حول مسألة الإيمان، وما تم غرسه في أذهاننا أن ذلك المفهوم خاص وخالص بالأمة الإسلامية، لكن حتى الأمم السابقة لديها مفهوم ديني حول الإيمان. بحثت ووجدت أن الإيمان في الإسلام يعني:

مطلق التصديق، وتعريفه: هو التصديق بكل ما أخبر الله به ورسوله قولًا وعملًا وعقيدة، هذا هو الإيمان الحق: التصديق بكل ما أخبر الله به ورسوله وبكل ما شرعه الله لعباده من قول وعمل وعقيدة.

بينما في الديانات الأخرى: يعتبر الإيمان، في الكتاب المقدس، إيمانًا وثقة بالله بناءً على أدلة ولكن بدون دليل كامل.

The closest that the Bible comes to offering an exact definition is Hebrews 11:1 – “Now faith is the assurance of things hoped for, the conviction of things not seen.” From this particular passage, we see that the central feature of faith is confidence or trust.

أقرب ما توصل إليه الكتاب المقدس لتقديم تعريف دقيق هو عبرانيين 11: 1 – “وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجى واليقين بأشياء لا ترى”. من هذا المقطع بالذات نرى أن السمة المركزية للإيمان هي الثقة.

كتب لي ربيع: المؤمن صفة عامة غير مرتبطة بدين أو أيدولوجية معينة. ثوار الفيتكونج الفيتناميين على سبيل المثال كانوا مؤمنين ولذلك انتصروا.

الإيمان قناعة بمبدأ ترخص في سبيله الروح وهي أغلى ما يملكه الإنسان.

هذه النقطة تغيب عن الوعاظ والمشايخ وغالبية المسلمين الذين يعتقدون أن الإيمان خاص بهم وهو مرحلة يصل إليها المسلم دون سواه.

بالنسبة لما سبق وأن ناقشناه هذه الحالة تدل على اختراق الثغرة وتحولها إلى ثقب أسود لا ينفذ منه الضوء.

إن ما يقصده ربيع أن هناك إيمانا يختلف عن الإيمان العقائدي/ الديني.

فتحت القاموس فوجدت تعريفًا آخر للإيمان:

Complete trust or confidence in someone or something .. ثقة كاملة واعتقاد في شخص ما أو شيء ما.

كتبت له: هي لم تغب عنهم ولكن نواجه إشكالية كبيرة، إن أغلب من نسميهم علماء ووعاظ ومشايخ لم يطلعوا على الأديان والثقافات الأخرى، ويبنون آراءهم على ما يُنقَل إليهم مترجمًا أو عن طريق وسطاء تغلب على كثير منهم الأهواء ولا يُنقل إلا رأي واحد؛ فلا يرون إلا جانبًا واحدًا من العملة.

 تابعت: يا صديقي قلة ممن نَصِفُهم أنهم علماء يبحثون ويقرؤون ويناقشون الغير لأن لديهم قناعة أنهم على حق وباقي العالم على خطأ، حتى داخل المنظومة الإسلامية نجد أننا نخطّئ بعضنا البعض، والسبب البيئة المحيطة بداية من البيت الذي يشكل التفكير المستقبلي.

 أكملت: اجتمعت ذات مرة مع أحد المرجعيات لمذهب آخر في مكان ما، ومما قاله أنه يجتمع مع مشايخ المذهب السائد ويتفقوا على شيء معين، وفي اليوم التالي يتحدث صاحب المذهب السائد بشيء مخالف وعندما يتصل به ويعاتبه على قول خلاف ما اتفقوا عليه، يقول إنه لا يريد أن يظهر أمام طلابه ومتابعيه بوجه آخر حتى لو كان هو الرأي الصائب! لاحظ هنا حتى لو كان على ضلال يستمر حتى لا تهتز الصورة الذهنية والشكلية.

المشكلة يا صديقي أننا لا تقرأ ولا نبحث ولا نفكر، ونتمسك بآراءٍ أَكَل الدهر عليها وشرب ونام، وكثير منها ليس من الدين في شيء، ولا يناسب العصر الذي نعيش فيه.

هناك حجاب على العيون والأذهان تكون من النفاذ من الثغرة فأصبح الغالبية تلقائيًّا يرفضون بشدة ما يخالف ما هو موجود في الذاكرة التخزينية في رأسه.

لم يتوقف ربيع فكتب: تثبيت المعنى وحصره يمنع إعادة التفكير ويعطل العقل، لذلك تجد الحاجة لمفسر عند كل كلمة، ومن يتحكم في المعنى والفهم يتحكم في العقل.

وما زال النقاش مستمرًّا.

بقلم/ علي عويض الأزوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88