هاي يا قماعة الربع
الحمد لله اليوم 28 رمضان انتهينا من رسائل زكاة الفطر والفتاوي والأخذ والرد، والنقض والفتل، والعبط واللبط، والمد والجزر، والتضارب بالآراء وأحيانا الأيدي، وستبدأ الرسائل (إن لم تكن بدأت بالفعل) عن يوم العيد، وسيكون والله أعلم حسب كلام الفلكي فلان الذي قال بعد يوم 29 والفلكي الآخر قال بعد يوم 30، وطلع واحد بدون لحية ولابس صمادة ويحلف بالأيمان المُغلّظة أنه العيد يوم 1 شوال.
حسمنا ليلة القدر أنها ليلة 27 حسب توارد الخواطر وتكرار وتواتر الأحلام، وأقسم فلان ممن هو في المراحل الابتدائية في العلم بمختلف أنواعه، ولا يعرف نواقض الوضوء، ولا الفرق في الكتابة بين الضاد والظاء، فيكتب المحضوض من يدرك ليلة القدر (وَلَك تضرب على نافوخك)، والشيخ فلان يروي أن الصحابي الجليل (س) قال إنها ليلة السابع والعشرين ووردت روايات كثيرة تؤيد قوله.
عشان كذا من أمس بدأت رسائل زكاة الفطر ومقدار إخراجها والفلسفة المحيطة بإخراجها نقدا أو طعاما. ذهبت ليلة الجهني أدراج الريح وطلعت من جنب القـِدَة. لا .. من عند علم الكورنر .. لا من ورا المدرجات .. واللي على المدرج يتفرج.
ليلة 21 و25 و29 ما أحد يجيب ذكرها ولا يصير حولها جدال لأنه هذي ليست ليالي القدر في عُرفنا وتديننا المخلوط بشيء من تفكير وممارسات الأعراب .. دين وفقه وتدين الأعراب.
التكرار يعلم الشطار، وفيه حاجة ثانية؛ اللهم إني صائم ويكرم الحمار.
التكرار يجعل الضعيف والمشكوك فيه والموضوع والمكذوب ثابتا من الثوابت، بل فرضًا، بل واجبًا بل رُكنًا حتى المضروب مع التكرار يصير أصلي.
من 50 سنة وهم يدورون في حلقة مفرغة مثل ثور السواني. نفس النقاش العقيم البيزنطي والذي يبدأ من دخول ليلة العشرين من رمضان.
لم يصلوا إلى نتيجة ولن يصلوا أبدا لأننا أمة شفهية سمعية، أمة تترك المصدر الأساس (القرآن أولًا وبعده السنة) وتتضارب على قال فلان وقال فلان وكلهم أجهل من (شَبَنقة) (اخترعت الاسم للتو).
دعوت الله أن يمنحني الصحة والعافية وطول العمر حتى 2045 لأرى هل سيتغير الحال؟
هل سيتوقفون من ليلة العشرين من رمضان عن إرسال ما أراه وما يصلني عن الواتس وهي رسائل العام وما قبله وما قبله.
أنا على يقين أن القادم سيكون أبشع وأجهل وأشنع، لكن الفرق أن ثور الساقية سيكبر.
بقلم/ علي عويض الأزوري
