إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

اللص والأخلاق‎!‎

خالد بركات

يُخطئون ثم يقولون: الدنيا تغيرت!.

الدنيا لم تتغير، لكن القلوب، والأخلاق، والنفوس، والمبادئ هي التي تغيرت.

يحكي أحد الكتاب أن موظفًا قبض راتبه يومًا، وركب الحافلة المزدحمة ليصل إلى بيته، وكان في الحافلة لص سرق منه النقود، وعندما طلب الجابي منه ثمن التذكرة لم يجد الموظف في جيبه شيئًا، فاحمر وجهه خجلًا؛ قال له الجابي :عيب عليك -مستهزئًا به- تحسب حالك محترم ولا يوجد في جيبك ثمن تذكرة؟.

نظر اللص إلى الجابي وقال له: يا أخي لا تهتم، ثمن تذكرة الأستاذ على حسابي.

ابتسم الموظف الشريف المنهوب وقال للّص: الله يبارك بك ويكثر أمثالك يا سيدي.

وأخذ بعض الركاب يمدحون اللص ويثنون على أخلاقه، وكرمه وموقفه الكريم، ويدعون له ولأمثاله أن يبارك الله فيهم ويكثر من أمثالهم!.

الـعبــرة:

منذُ ذلك الحين وأعداد اللصوص في تزايد، حتى أنهم وصلوا لمواقع في المجتمع، وما زالوا يتلقون الشكر والتقدير من البعض، وما زال الفقير يعاني، وما زلنا في الحافلة، وما زال في المجتمع وللأسف يقولون عن اللص: سبحان الله بذكائه، وعن الآدمي: مغفل وبسيط ومسكين.

ليس عيبًا أن تأكل الخبز مع الماء في بيتك.. العيب أن تأكل الحرام وتُشبع أهلك وأبناءك منه.

‏اللهم يا كريم يا من لا يمله الدعاء ولا تنقص خزائنه من العطاء ولا يقلقه النداء، ولا يخيب فيه الرجاء، يا من أوجد فأبدع، وأرشد فأقنع، وأعطى فأوسع، يا من له الحمد في كل المراحل، اجعلني وأحبتي أغنى خلقك بك، وأفقر عبادك إليك، وارحمنا رحمة تغنينا عمن سواك، اكفنا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلك عمن سواك.

رسالة من عبدِ الله لعبدِ الله

بقلم/ أ. خالد بركات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88