إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

خذني إليكَ

أحمد جنيدو

خذني إلى أسرارِكَ العمياءِ أجمعُها.

أحبو على ظلِّي وأتبعُها.

مخفيَّةَ الأبعادِ أخطفُ لحظتي،

منْ عمقِ نسياني أناديها وأُرجعُها.

خذني إليكَ ضفيرةً شرقيَّةً،

إنْ هبَّتِ الأشواقُ تقطعُها.

إنْ لاحَ في يأسِ الظَّلامِ سناكَ

أفلتُها وأُخضعُها.

خذني بلا تأشيرةٍ،

تلكَ المسافاتُ الوهيَّةُ في ضلوعي

لا تناصرُني فأبلعُها.

مشتاقةٌ يا أيُّها المجبولُ بين دمي

على قطراتِهِ الكلماتِ أزرعُها.

خذني إليكَ غريبةَ الأوطانِ والميلادِ

والأطوارِ والأسماءِ والإحساسِ

هذا الوقتُ مجنونٌ

أنا نسبيَّةُ الميعادِ كيفَ تكونُ أدفعُها.

وأنا الضَّحيَّةُ دائمًا،

دونَ انتباهٍ مرَّ تاريخُ الوجودِ،

وماتزالُ النِّقطةُ السَّوداءُ في السَّطرِ الأخيرِ

تخونُني جدًّا وأطبعُها.

خذني منَ الأوراقِ والجدرانِ والمرآةِ

والأحزانِ الحرمانِ والفقدانِ

من صمتٍ يبلِّدُني

فهذي الوحدةُ العشواءُ أبغضُها وأترعُها.

لا شيءَ حوليَ غيرَ ريحِ الموتِ

تسقيني فصولي

لا أُمضمضُها شفاهي

لا أفسِّرُها دموعي

لمْ تزلْ تعوي بأضلاعي فأخدعُها.

فأعودُ زاهيةً بصوتِ الشِّعرِ،

يحملُني إليكَ قصيدةً،

بينَ البقايا الحالماتِ أنا أُوزِّعُها.

خذني أُلملمُ بعضَ أحلامي تذاكرَنا القديمةَ،

في شوارعِ لهفتي،

في مطلقٍ خانَ الأنوثةَ والتَّمنِّي واللغاتِ،

وعادَ وهمَ المستحيلِ يشيرُ لي،

لغدي أُرصِّعُها.

خذني إلى أفكارِكَ العذراءِ

يا ابنَ الغربةِ السَّوداءِ أُفجعُها.

إنِّي بكيتُ على سجونِكَ

لا أُحرِّرُها

ولا أنسى أنينَ الشَّوقِ في مأساتِها،

خذني أوسِّعُها.

أنتَ المضيقُ الأوحدُ المنسيُّ

في مدنِ الخرابِ،

نَسَيْتَنِي امرأةً بلا وطنٍ تُدلِّعُها.

خذني إليكَ وحيدةً وأخيرةً

أو توبةً بعدَ الذُّنوبِ متى تشرِّعُها.

الشاعر/ أحمد جنيدو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88