قصر “المُشقّر” .. وجهة تاريخية خالدة بالأحساء
![قصر "المُشقّر" .. وجهة تاريخية خالدة بالأحساء - صحيفة هتون الدولية](https://alhtoon.com/wp-content/uploads/2024/06/1-45.jpg?v=1717683861)
تزخر المملكة العربية السعودية بالعديد من الوجهات السياحية والخيارات الترفيهية التي ترسم البهجة على وجوه وقلوب كل من يعيش في أرجاء المملكة حيث توفر المملكة العديد من الخيارات السياحية المميزة بداية من المتاحف والوجهات الأثرية الخالدة والمحميات الطبيعية الساحرة والوجهات المميزة لعشاق المغامرة.
قصر المُشقّر” كما يعرف حديثاً، أو “حصن هجر” مسماه قديماً، مكان تاريخي استمد عراقته ورمزيته منذ العصر الجاهلي، وهو المكان الذي دارت عند أسواره معركة “الصفقة” الشهيرة بين العرب والفرس، وسمي اليوم الذي انتصر فيه العرب بيوم “المشقر” وهو من أشهر أيام العرب في الجاهلية.
وتعود تسمية القصر الذي بني عام 20 للميلاد بالمشقر لشقرته ولأنه طلي جميعه بالشقرة أي الحمرة، وعلى مقربة منه حصن آخر وهو حصن “الصفا” الذي قُتل فيه الشاعر المعروف طَرَفَة بن العبد، ويجري بين الحصنين نهر عرف باسم نهر المحلِّم الذي ذكره امرؤ القيس في قصائده، وتغنى بجمال البيئة الزراعية من حوله، وشبهه الرحالة الزهري بنهر بلخ جيحون الذي زار الأحساء في القرن الرابع الهجري.
بني قصر المُشقّر الذي يقع في الأحساء بالمنطقة الشرقية عام 20 للميلاد واشتهر المشقر بأنه أحد أسواق العرب في الجاهلية وقيل: ” إنه سوق لأهل هجر يتبضع منه العرب من أنحاء الجزيرة العربية، وتقام فيه السوق من أول جمادى الآخرة، وكان لا يَقْدِم السوق قافلة إلا تخلف منها في هجر أناس وذلك لوفرة الماء وطيب الهواء ولذيذ الفاكهة، وكان البيع في السوق بالملامسة والإيماء والهمهمة.
وكان المشقر يقع على طريق القوافل القديمة ويتم استبدال البضائع عبر ميناء العقير أو القوافل التي تسبر براري الأحساء جنوباً وشمالاً.
ويعتقد أن سوق الخميس في الهفوف أكبر سوق مفتوحة بالخليج هي امتداد لسوق المشقر الذي تناوله عدد من الشعراء في قصائدهم ومنهم : طَرَفَة بن العبد، الأعشى، مالك بن نويرة اليربوعي ، لبيد بن ربيعة ، الأخطل ، الفرزدق ، جرير ، ذو الرمة ، الخليل بن أحمد الفراهيدي ، الأصمعي ، ابن قتيبة، ياقوت الحموي ، وابن المقرب الأحسائي.
ويعد “المشقر” في الوقت الراهن الخيار الأول لسكان وزوار المنطقة، إذ يحوي بين جنباته أكبر مساحة من المسطحات الخضراء بالأحساء ويضم سوقاً شعبية وطريقاً مخصصاً لعربات “فود ترك” وأماكن ألعاب للأطفال، إضافة إلى أكبر ساحة للفعاليات بمساحة إجمالية بلغت 274 ألف متر مربع، كما يحوي مساحة شاسعة مخصصة لهواة المشي وعشاق ركوب الدراجات.