الخميس أقدم مسجد في البحرين
البحرين تشتهر بتراث اللؤلؤ، ولكنها تتميز أيضاَ باحتضانها أحد المعالم المهمة في التراث الإسلامي، أي مسجد الخميس الذي يتميز بكونه أقدم مسجد شُيّد في البحرين، وأحد أقدم المساجد في العالم العربي.
يعتبر مسجد الخميس الذي يقع في منطقة الخميس بمملكة البحرين أول مسجد يبنى خارج حدود الجزيرة العربية، حيث تم تشييده في عام 692م في العهد الأموي إبان تولي الخليفة عمر بن عبدالعزيز الخلافة. ومعروف أن البحرين كانت من ضمن الدول التي أرسل إليها الرسول صلى الله وفداً لدعوتها لدخول الإسلام في السنة الثامنة للهجرة بقيادة الصحابي الجليل العلاء بن عبدالله الحضرمي لدعوة ملكها المنذر بن ساوي التميمي للإسلام فأسلم وأسلم معه أهل البحرين.
تعود تسمية المسجد إلى سوق الخميس التي كانت تُقام في موقع المسجد، إذ أشار آل خليفة إلى ارتباط الحركة التجارية بالمساجد، حيث كانت المساجد تُعتبر الفضاء الاجتماعي الأول، وليس من ناحية دينية فقط.
ويعرف المسجد أيضا باسم مسجد المنارتين نسبة إلى منارتيه التوأم. والمنارتان كانتا عنصر جاذب لزوار البحرين قديما، إذ استطاع الأشخاص التعرف إلى هذا المعلم من الشاطئ، عندما كان البحر أكثر قربا من موقع المسجد.
وتطور المسجد عبر الزمن ليلبي احتياجات المجتمع، ويتميز شكله العام بالبساطة، ومن العناصر الأساسية التي ما تزال موجودة في الموقع، هي آثار العين التي كانت تُستخدم للوضوء.
بُني محراب المسجد من الحجر الجيري، وتم اكتشاف لوح خلال ترميم المسجد، ويُعتقد أن يكون قد أُنشئ في القرن 12. نُقشت آيتان قرآنيتان هما الآية 34 و35 من سورة الأنبياء «وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ» (سورة الأنبياء)، والتي تُستخدم عادة على شواهد القبور.
وتُعد شواهد القبور المحيطة بالمسجد من أهم عناصر الموقع الأثري، وهي تتزين بنقوش إسلامية أتاحت التعرف إلى أسماء الأفراد، والخطاطين الذين قاموا بالعمل عليها.
